عن اعتصام طلبة البلقاء وسرقة المياه

 "1"

اعتصام طلبة البلقاء التطبيقية ونظام الحوسبة

لم يكن مفاجئا الإعتصام الذي نفذه طلبة في جامعة البلقاء التطبيقية قبل ايام بهدف الغاء نظام الحوسة الألكتروني الذي استحدثته الجامعه ليكون آخر نظام محوسب فيها للعلامات .  

لكن وجه الغرابة في الاعتصام ، أن الحوسبة جاءت أصلا  لكي لا يكون هنا يد بشرية في العملية التعليمية بمختلف وجوهها  ، إلا أن العديد من الطلبة والطالبات دعوا الى اعتصام كبير  تم تنفيذه في اليوم التالي ، ومطلبه إلغاء قرار الجامعة بالحوسبة ، والعودة الى نظام العلامات اليدوي .

 ثم ، ألم يكن غريبا وعجيبا أيضا أن ينتفض نواب في البرلمان- إلا من رحم ربي - وفي إحدى اللجان المعنية ، ويعلنون مناصرتهم للطلبة في اعتصامهم بدل أن يقوموا بإقناعهم  في أن نظام الحوسبة هو وحده الكفيل بتحقيق العدالة لكي لا تدخل اي يد بشرية في نتائجهم، وهو ما يبعد عن أي علامة شبح الواسطة والمحسوبية و" التنجيح " أجلكم الله .

 طلابنا وابناؤنا في البلقاء التطبيقية هم وغيرهم من طلبة الجامعات الاخرى من خيرة شباب الوطن  وكان ينقصهم فقط شرح هذا النظام وإيصاله إليهم بالطريقة المناسبة ، وهذا ما فعلته الجامعة مع بعضهم ، وكان يفترض بالسادة النواب  اقناعهم وليس مناصرتهم والضغط على رئاسة الجامعة لإلغاء القرار والعودة ، بعد أن تمكنت الجامعة المذكورة ، من اتمام الحوسبة وادخال التعليم التقني والتقدم على 4 جامعات حكومية في التصنيف الجامعي .

 إن نظام الحوسة ، وحوسبة العلامات هو آخر نظام حوسبة في الجامعة ، حيث كانت جامعة البلقاء قد أنهت حوسبة جميع أنظمتها ، فلماذا لا يريد كثيرون من جامعاتنا أن تتقدم وأن تواكب العصر .. ولماذا يستمرئون كل قديم حتى لو كان خطأ جسيما فادحا .

 دعوا جامعة البلقاء التطبيقية تعمل ولا تكونوا سبب عثرة في طريقها ، فلقد حققت بالفعل  معجزات لم تحققها شقيقاتها الحكوميات الأخرى ، ولقد رأيت ذلك من خلال شريط فيديو بثته المدينة نيوز جمع رئيس الجامعة ولجنة التربية في مجلس الأعيان حيث تحدث الرئيس بكل ثقة وأظهر أدلة على كل كلمة يقولها ،  وكل هذا  الابداع جاء بجهود كادر الجامعة وأيضا طلابها الذين هم أبناؤنا الاعز والأغلى ، والذين هم بأمس الحاجة لإيصال الأفكار اليهم بطريقة صحيحة ، وإذا  فعلنا ذلك فإنني متأكد بأنهم سيكونون أول من يدافع عن الحوسبة ويبحث عن سمعة ومصلحة الجامعة التي سيحملون شهادتها بفخر في قادم الأيام .

" 2 "

 سرقة المياه في الاردن امام سمع وبصر الحكومة

إذا كان موضوع الجامعة ، أعلاه ، لم يكن مفاجئا كما استهللنا به حديثنا عن جامعة البلقاء ونظام حوسبة العلامات ، فإنه لمن المفاجئ ، بل والصادم ، ان يقوم خمسة متنفذين بسرقة 8 مليون متر مكعب سنويا من مياه الشرب ، دون أن تفعل معهم الحكومة شيئا ، أو أن يجرؤ أي شخص على الاقتراب منهم.

هذا الكلام ليس كلامي بالمناسبة ، بل هو كلام وزير المياه الأسبق محمد النجار الذي أدلى به قبل ايام لقناة محلية ، حينما أكد بأن هؤلاء الخمسة يسرقون هذه الملايين من الأمتار المكعبة بلا حسيب ولا رقيب ، وعندما سئل لماذا لم تتم ملاحقتهم ، قال إنهم محميون من عشائرهم .

وزير المياه الأسبق كان يتحدث بهذه الصراحة، وكأنه  يريد أن يقول بأنه هو نفسه إبان تسنمه الوزارة، وبكل أجهزة وزارته وحكومته ، لم يستطع  فعل شيء لهؤلاء .

بعد هذه المعلومات الصادرة عن وزير مياه اسبق ، فإنه يحضرنا هنا اسم وزير المياه السابق حازم الناصر ، والذي قام بحملة كبرى على لصوص المياه وبلا هوادة ، إلى أن تمت الإطاحة به لأسباب لا زالت مجهولة .

كيف يحدث أن ينهب 5 اشخاص  8 ملايين متر مكعب من المياه  ، وبأي حق ولماذا تقدم الحماية لهم  ، أم أن البعض اقوى من الدولة ؟؟ .

د.فطين البداد