اسرائيل افتتحت مطار تمناع رغم اعتراض الأردن
ترجمت اسرائيل علنا ما كنا قلناه قبل سنوات حول مطار تمناع المحاذي للعقبة ، والذي من شأنه أن يؤثر على حركة الطيران المدني فوق الأجواء الاردنية .
نتنياهو أعلن بفخر قبل ايام افتتاح المطار ، مع أنه خرق لاتفاقية وادي عربة ، وفي نفس الوقت لا زالت اسرائيل تمنع الاردن من اقامة مطار في الغور لتصدير الفاكهة والمنتوجات الزراعية بذريعة تأثير ذلك بيئيا عليها ، فتم الأنصياع لها ولم يقم المطار .
هو تحد سافر للأردن ، والاتفاقات الموقعة ، وكان يفترض بالحكومات المتعاقبة أن تكون قد اتخذت خطوات عملية لوقف بناء هذا المطار الرئيسي ولكن لا حياة لمن تنادي .
ولكي لا يكون كلامي هنا مكرورا ، فإني احيل القراء الأعزاء إلى مقال نشرته بتاريخ 1- 7 - 2015 حذرت فيه مثل غيري مما نعانيه الآن ، وأستميحكم العذر في إعادة نشره ، مع التنويه أن الأسماء الواردة فيه كانت آنذاك في مواقع المسؤولية ، ولو استبدلناها بأسماء جديدة فإنه لا شيء سيتغير كما ترون ، يقول المقال :
إسرائيل بدأت ببناء مطار " تمناع " فماذا نحن فاعلون ؟
ما قلناه عبر مقالين سابقين استحال حقيقة ، حيث كشفت وزيرة النقل الأردنية لينا شبيب قبل أيام ، في تصريحات صحفية، أن الإسرائيليين بدأوا فعلا في إنشاء مطار " تمناع " - إيلات - ضاربين الإعتراض الأردني عرض الحائط .
شبيب كشفت أيضا : إن الحكومة توجهت بشكوى إلى منظمة الطيران المدني العالمية ، وأن هذه المنظمة ستعين خبيرا لدراسة الآثار السلبية التي سيحدثها تشغيل هذا المطار على الأردن وحركة الملاحة في المنطقة .
ولأن الأمر بدأ يأخذ طابع التحدي الوقح من قبل الإسرائيليين ، فإن الضجة التي تم إخمادها خلال نقاش هذا الموضوع في البرلمان ، والتهديد بسحب الثقة من وزير الخارجية والعدول عن الأمر في مسرحية مشهودة ، وغير ذلك من تصعيد ثبت أنه " فستق فاضي " ، آن لها - الضجة - أن تتحول إلى غضبة حكومية حقيقية ليس على مستوى منظمة الطيران المدني التي لا تملك أي أذرع تنفيذية بغض النظر عن نتيجة تقرير خبيرها العتيد ، بل على المستوى الأممي ، ذلك أن إنشاء المطار المذكور هو خرق فاضح لاتفاقية وادي عربة في عدة مواد وبنود كما سبق وقلنا ذات مقال .
والذي يجعلك لا " تقبض " كلام الوزيرة بجدية ، هو ما تؤكده الحيثيات ، إذ إن هذه المنظمة ، وكما قلنا ، لا تملك شيئا سوى إرسال خبراء ، وإذا كان وزير الخارجية السيد ناصر جودة سبق وطمأن الأردنيين بأن هذا المطار لن يكون بالإمكان تشغيله إلا بالتعاون مع الأردن لأسباب فنية ، فكيف شرعت إسرائيل ببنائه ؟ .
وتعلم السيدة شبيب ، أن خيارات الأردن مغلقة تماما ،ذلك أنه ليس بإمكان هيئة الطيران إيقاف المطار ، كما قلنا ، وأيضا فإنه ليس بالإمكان اللجوء إلى التحكيم الدولي ، بسبب أن مثل هذا التحكيم يتطلب موافقة الطرفين ، وإسرائيل لن تذهب إليه ، وإذا ذهبت فإن وضع الأردن سيكون صعبا على اعتبار أن قرار التحكيم ملزم ، وإذا حكم ضدنا يكون" الفاس قد دخل في الرأس " كما يقول المثل العربي الشهير .
إذا كان الأمر كذلك ، فإنه ليس من سبيل إلا التركيز على خرق وادي عربة ، وبكل جدية وحزم ، وإذا فعلنا ذلك ، تكن إسرائيل في المصيدة ، لأن إنفاذ المعاهدة من شأن ضامنيها وهم الأمريكان ومن شأن المحافل الدولية السياسية .
كما سبق وقلنا : يجب أن ترد الحكومة بقوة ، لإفهام " أبناء العمومة " أن على ضفة النهر الشرقية بلدا لا يقبل الضيم ، وشعبا لا يسمح بالعدوان !.
انتهى المقال ، وما اشبه الليلة بالبارحة .. أليس كذلك ؟ .
إسرائيل بدأت ببناء مطار " تمناع " فماذا نحن فاعلون ؟
د.فطين البداد