فاجعة وفاة ثلاثة اطفال اردنيين من عائلة واحدة يوم العيد
وفاة الاطفال الاشقاء الثلاثة في العقبة اول ايام العيد جراء استنشاق مبيد حشري يستوجب التحقيق الوافي كما هو متوقع ، ووضع الراي العام الذي هزته الحادثة في النتيجة .
وقد بلغني أن عددا من النواب تبنوا القضية ويعملون الآن على التواصل مع الحكومة من أجل الإحاطة بها ، إذ إنه وحتى كتابة هذه المقالة فإن والدة الأطفال لا زالت في غيبوبة في المستشفى ولربما تتطور حالتها إما إلى الأحسن أو الأسوأ لا قدر الله .
سبب اهتمام النواب كما كشف احدهم هو توفر هذا المبيد في الاسواق وسهولة الحصول عليه ويقول هذا النائب : إنه إذا ثبت ذلك فإن هذه تعتبر مصيبة لكون الاطفال قضوا بفعل هذا التساهل ، مضيفا أيضا بأن هنال شائعات غير موثقة حتى الآن ويريدون التحقق منها تقول بأنه تم اخراجهم من المستشفى ، وبخصوص هذه المسألة ، فقد قال الدفاع المدني ، ووفق بيان صدر عنه بأنه زود المستشفى بنوع الغازات المنبعثة من المادة السامة : " فوسفات اللأمنيوم " لتسهل معالجة المصابين وهذا يضيف الى الأسئلة أسئلة أخرى عن وجود تقصير أم لا وفق النائب المذكور .
اثنان من الاطفال ، طفل وطفلة ، قضوا في أول ايام العيد بينما توفيت الطفلة الثالثة في يوم الجمعة ، اي في اليوم الثالث ،في حين ترقد الام في المستشفى منذ علمت بوفاة طفليها بالإضافة الى اصابتها بالتسمم هي الاخرى ،وهي لا تعلم الآن عن وفاة طفلتها الثالثة ، أما الأب فقد نجا لكونه يعمل ليلا كسائق في العقبة .
وسبب آخر للاهتمام النيابي كما علمت ، هو ما أشيع عن أنه تم نقل الجثث من العقبة الى مستشفى البشير في عمان لعدم وجود طبيب شرعي في العقبة ، ومن ثم تمت إعادتهم الى العقبة لدفنهم ، وهي مسألة إن صحت تستوجب التوضيح وتحمل المسؤولية خاصة وأن والد الاطفال الضحايا هو في مثل هذه الحالة غني عن " الشحشطة " مع جثث أطفاله في هذا الطقس القائظ ناهيك عن ألمه النفسي .
ويطرح النائب المذكور سؤالا مهما يتعلق بهذا المبيد الحشري القاتل للحشرات وللإنسان : هل يتم بيعه هكذا في الاسواق ولأي كان ، وهل تفرض قيود على مثل هذه الانواع من السموم والمبيدات القاتلة إذا أخذنا في الاعتبار ان الدفاع المدني أكد في بيانه بأن مثل هذه المادة التي قضى فيها الاطفال تتطلب التعامل معها من قبل مختصين وبأن مفعولها يستمر لمدة 48 ساعة ، وبأنها تحتاج لمثل هذه المدة من اجل اخلاء المكان من السموم بوسائل علمية ذات صلة .
وللعلم ايضا ، وفق ما كشفت عنه مصادر مقربة من عائلة الضحايا ، فإن هذه العائلة ليست هي التي استخدمت هذا المبيد ، بل إن جيرانا للأسرة في العمارة هم الذين وضعوه لتطهير منزلهم من الحشرات وغيرها ، حيث يقال إنهم وضعوا المبيد وأغلقوا المنزل وتركوا الشقة وغادروا لقضاء العيد عند اقاربهم خارج العقبة ،هكذا يشاع ، ولشدة قوة هذا المبيد فقد أخذت الغازات تتسرب من أسفل الباب وتنتقل ألى منزل الجيران الذين هم عائلة الضحايا ، فوقع التسمم للاطفال الثلاثة ولأمهم وفق الشائعات التي لا بد ستبددها الحقيقة بعد انقضاء التحقيق .
ولا يفوتني التنويه بأنني لا أنفي ولا أؤكد كل ما ورد أعلاه ، ولكنني نقلت ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي في الاردن التي تأثرت أيما تأثر بهذه الحادثة، وبما قاله النواب الذين تبنوا هذه القضية .
رحم الله الأطفال الثلاثة ، والشفاء العاجل لوالدتهم الراقدة في المستشفى ، والجميع على يقين بأن التحقيقات لا بد ستكشف جميع ملابسات هذا الحادث الأليم الذي أودى بثلاثة أطفال أشقاء ، وبوالدتهم مجهولة المصير .
هي قصة انسانية أثارتني تفاصيلها الأليمة ودفعتني لتاولها هنا ، تاركا القول الفصل للتحقيق والقضاء ، وإنا لله وإنا اليه راجعون .
د.فطين البداد