الاردن : ماذا يعني فوز نتنياهو ؟
لم تعد الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري في الثاني من آذار تعني الاسرائيليين فقط ، بل باتت تعني الاردنيين والفلسطينيين والمسلمين والعالم اجمع .
إنها الانتخابات التي سيخوض فيها النتن ياهو غمار السباق الحزبي مدعوما هذه المرة بترامب وادارته المتصهينة على حساب الآخرين من ازرق ابيض الى اصفر اخضر ومن هم على شاكلتهم .
الترقب الاردني ليس مبعثه الخوف من فوز نتيناهو لمجرد فوز الليكود فهذا اللص مضى عليه في الحكم سنوات طوال استفرد حزبه خلالها بالسلطة ،وجرى عبر تلك السنوات العجاف تقريب المتدينين من مستوطنين وغيرهم وابعاد الاحزاب التي كان البعض يعتقد بانها احزاب يسارية تسعى للسلام من شاكلة ميريتس وغيرها التي باتت مجرد ذكرى ، مع حركات مشابهة ابرزها حركة السلام الآن الضعيفة التي قضي نتن ياهو عليها وعلى امثالها من حركات لم نر خيرها ولم نعدم شرها اصلا لتتحول الاغلبية في الكيان الى مجموعة من الصهاينة المتطرفين الذين ينادون بطرد كل العرب واعلان يهودية ما يطلقون عليه " دولة " .
نقول : ليس مبعث الترقب ما ذكرناه بل ما سيفعله نتيناهو في الضفة من حيث ضم الاغوار والمستوطنات وما يشكله هذا التوجه من خطر حقيقي على القضية الفلسطينية وعلى الجميع بلا استثناء .
لقد تواترت الانباء عن ان نتن ياهو كان يرغب باعلان ضم المستوطنات في الضفة أو ابرزها حال عودته من واشنطن عقب اعلان خطة ترمب الموبوءة ، إلا انه تلقى نصحا من الادارة الامريكية ومن كوشنر تحديدا يقضي بتاخير الضم الى ما بعد الانتخابات ، ليصبح المشهد كالتالي :
إذا فاز فسيقوم بتنفيذ المرحلة الاولى من صفقة القرن ،ابرارا لوعد قطعه لناخبيه ولا اعتقد انه سيواجه اي صعوبة في ذلك إذا وافق ترامب على التوقيت .
أما إذا اخفق وفاز خصومه فإن الامر لن يختلف كثيرا اللهم إلا في اسلوب التنفيذ ، فالجميع صهاينة وكلهم مع قدس موحدة عاصمة ابدية للكيان ، وجميعهم مع دولة يهودية خالصة ولا يجوز ان ننخدع بان اصواتا في اليسار واليمين تعارض الخطة .
أمام هذا المشهد الاسرائيلي والامريكي والدولي يقف الجميع مترقبين وليس مستبعدا ان نرى تغييرات مهمة سواء على صعيد الحكومة أو غيرها لأن قرارا اسرائيليا بهذه الخطورة يتطلب حذرا وحكومة من طراز آخر ليس كافيا ان يكون رئيسها صديقا للبنك والصندوق الدولي ، وقراءتي " الشخصية " تخالف ما يذهب اليه البعض من تمديد لمجلس النواب الذي ينطبق عليه ما ينطبق على الحكومة رغم ان عمره الدستوري ينتهي في السابع والعشرين من ايلول مع احتمال أن يكمل مدته اربع سنوات شمسية ..
نحن امام صفقة لن يكتب لها النجاح لعوامل سبق وسردناها في مقالات سابقة ، ولكنها - بالتأكيد - ستدخل المنطقة كلها في مرحلة جديدة .
حمى الله الاردن .
د. فطين البداد