ملفات اردنية ساخنة
نعترف - بداية - بمهنية الحكومة عندما وضعت اولويات ضمن برامج زمنية اعلنت عنها قبل ايام .
ومن نافلة القول : أن اي اجراء تنفيذي يتطلب برامج محددة كان من ضمنها خطة عام 2020 - 2021 المعلنة ، ولما كانت الانتخابات النيابية مؤكدة في الصيف القادم كما بين رأس الدولة ، وهو ما توقعناه في مقال سابق ، فإن من اولى اولويات الحكومة التحضير للانتخابات القادمة من خلال حل كل العقد التي واجهت هيئة الانتخابات في السابق ، ونعتقد بأن رئيس الحكومة يعي هذه المسألة بل وبدأ العمل عليها منذ تبديد اشاعات التمديد النيابي أو التغيير الحكومي بتحديد الصيف موعدا دستوريا للاستحقاق ، غير ان هذا لا يعني أيضا ، بأن أي مستجدات طارئة قد لا تقلب المواعيد رأسا على عقب .
هنا ، اعرج على مقالة نشرتها صحيفة الواشنطن بوست نهاية الاسبوع لديفيد اغناطيوس ، تحدث فيها عن ان فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة قد يتبدد بسبب الأردن ، اي أن الاردن قد يكون سببا في خسارته الانتخابات وفق الكاتب ، وذلك اذا قام نتنياهو بضم الضفة والاغوار واغضب الاردن لدرجة تهدد اتفاقية وادي عربة وما لهذا من تبعات تسخن المنطقة والحدود ، هذا مع أن اعترافه بالقدس وصفقة القرن التي اعلنها صهره قضية انتخابية مفصلية لصالحه ، وأيضا ما سيفعله بافغانستان بعد اتفاقه مع طالبان ، وبهذه المناسبة أذكر بما قاله رئيس الحكومة الدكتور الرزاز لشبكة سي ان ان الاثنين عن : أن اتفاقية وادي عربة على المحك وبأن الاردن لن يسمح بأن يكون وطنا بديلا ، اضافة الى رفض الاردن المبدئي لما يجري في القدس وممارسات الصهاينة في الاقصى ، ما يعني أنه ما من أحد غير الله تعالى يستطيع أن يتنبأ بمآلات الامور في أي من الملفات الاردنية الكبرى .
باختصار : الحكومة تضع الخطط والبرامج وتعلن عنها وهذا مهم ، والانتخابات تم تحديد موعدها وهذا مهم ايضا ، ولكن : ماذا سيكون عليه الامر لو ضم نتنياهو الغور والمستوطنات وعصف بالحلم الفلسطيني في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ؟!.