عن حظر التجول في الاردن
الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة بخصوص حظر التجول لم تأت عبثا ، بقدر ما جاءت بعد فشل الحد من التجول وشروطه التي تضمنها بيان الدفاع الاول والاستثناءات التي تلت صدوره ، غير أن ما شهدته الشوارع والمحال التجارية وجميع الاماكن أكد بأنه لا بد من الحزم فعلا .
عندما يتقرر الحد من التجول ونرى اعراسا وافراحا ودبكات وسهرات وقبلات ، وعندما نرى استهتارا من " البعض " عبر مواقع التواصل واستخفافا بالفايروس وتأليف نكات حوله ، فإننا - بالتأكيد - كنا سنسأل الحكومة عن هذا التراخي مع ان البلد مستنفر لمواجهة عدو خفي يدعى " كورونا " .
لقد كان القرار الاخير صائبا ، بل إن التلويح بالحبس لمدة عام لكل من يخرق حظر التجول كان هو الآخر ذكاء سيجد صداه عند كل مستهتر لم يمتثل للقرار الأول حتى وصلنا الى هذه النتيجة وبرغم ذلك خرق الخظر في اليوم الأول أكثر من 300 شخص ..
إن قرار حظر التجول والاستعانة بالجيش قرار حصيف وحاسم ، ولكننا بدأنا نسمع عن تململات وشكاوى من مؤسسات خاصة تطلب تصاريح لموظفيها ، وهنا ، ننبه الحكومة بأن الاستثناءات هي مثل " المسبحة " ، فحذار من اي استثناءات الا بعد دراسات معمقة ، ففايروس مثل كورونا نرى آثاره في كل الدنيا ، وإن كان لنا بشأنه مقالات اخرى من زوايا مختلفة ، ولكن المقام الآن يتطلب ان نثني على الاجراءات الحكومية ، لأنها أولا واخيرا للصالح العام .
د.فطين البداد