عن الدفاع المدني في الاردن
منذ أن بدأ حظر التجوال في الاردن حتى بدأ الاردنيون يحسون مباشرة وعن قرب هذه المرة ، بالجهود العظيمة التي تبذلها كل الاجهزة المعنية الرسمية وغير الرسمية وخاصة اولئك الجنود المجهولون الذين يعملون من خلف الكواليس في مختلف مواقعهم .
غير اني سأتناول في هذه العجالة رجال الدفاع المدني الذين اعتقد ويعتقد معي كل الاردنيين بدون استثناء بانهم كانوا ولا زالوا عنوانا للتفاني والعمل بصمت هم واخوانهم في مختلف مواقع المسؤولية ، خاصة في ظل هذه الجائحة .
منذ اليوم الاول لمنع التجول ، وقبل ان يبدأ السماح للمواطنين بالخروج منذ العاشرة او الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء ، وبعد السماح كذلك ، كان حملة التصاريح من الاعلاميين وفق ما روى لي احدهم في وصف اثارني وحفزني لتخصيص مقالتي هذا الاسبوع عن هؤلاء الرجال .. كانوا - الاعلاميين - منبهرين بمشاهدة سيارات الاسعاف التابعة للدفاع المدني تذرع الشوارع جيئة وذهابا بلا كلل ولا ملل ، تحمل هذا المريض ، أو تسعف هذا المسن او تنقل تلكم الحامل الى المشافي في حركة دؤوبة على مدار الساعة وتتحمل المهمة الاصعب في عملية التصدي للفايروس ضمن كوادر طبية مؤهلة مثقفة تكللها اخلاق سامية يتمتع بها رجال اردنيون محترفون بحيث انك لو سألت اي اردني عن الدفاع المدني لقال لك بملء الفم : والنعم !.
رجال الدفاع المدني في الاردن ، بمختلف مواقعهم ورتبهم ، هم اولئك الابطال الذين لا يمضي عليهم يوم دون تنفيذ آلاف المهمات سواء فيما يتعلق بالحالات المرضية العادية او حالات مرضى غسيل الكلى أو الاسعافات المختلفة ناهيك عن مئات المهمات الاخرى التي يتم التعامل معها عبر العيادات المتنقلة المجهزة بسيارات اسعاف واطباء من مختلف التخصصات ، ليسجل هذا الجهاز الاردني العظيم الذي انضوى مؤخرا ضمن جهاز الامن العام ، اسمه في ذاكرة الاردنيين وقلوبهم وعقولهم .
ويضيف هذا الاعلامي : ماذا يمكن ان يقال عن هذا الجهاز الذي تراه في ظلمات الليل يطوف في الشوارع والاحياء والازقة والحارات والبساتين والمزارع والجبال والاودية لينقذ انسانا داهمه مرض او حادث او سيل او ردم أو حتى خاف من افعى ورغم كل هذا العطاء الجزيل يعمل مرتبه بكل صمت .
مرحى من قلوب الاردنيين جميعا لرجال الدفاع المدني ويعطيكم ألف عافية .
د .فطين البداد