الاردن : كيف كنا سنواجه كورونا من دون اعلام ؟
بعد ان قرأنا اشادات من مختلف الجهات والكتاب والمعلقين بكل الاجهزة الرسمية والاهلية التي تصدت ولا زالت لجائحة كورونا ، وهي تستحق الثناء فعلا ، لم نعثر على اي اشادة بوسائل الاعلام التي كانت الفيصل في التصدي للفايروس .
الاعلاميون الذين سهروا طوال هذه الاسابيع ، وهي ايام الحظر ، كانوا ولا زالوا يواصلون الليل بالنهار يقاتلون في الميدان وفي المكاتب والاستوديوهات ومن البيوت وامام الكاميرات وغرف التحرير وفي الشوارع يدا بيد مع الاجهزة المعنية على مدار 24 ساعة .
واذا كان فرسان الاعلام يتصدون للجائحة دفاعا عن شعبهم وبلدهم ، فإنهم - في المحصلة - يقومون بواجبهم ، هذا مفهوم ، ولكن لو انك القيت نظرة على ما انجزته وسائل الاعلام وعلى رأسها المواقع الالكترونية الرئيسية والمدينة نيوز احداها ، بالاضافة الى الاذاعات والقنوات ووكالة بترا ( الصحف الورقية تم منع طباعتها خشية العدوى ) فإنك ستجد آلاف التقارير والاخبار وآلاف الصور الخبرية والفيديوهات الارشادية التي تم نشرها عبر ما يقرب من 100 يوم من الحظر وقوانين الدفاع ، ولنعترف ، ولتعترف الحكومة أنه لم يكن بامكانها ان تفعل شيئا لولا هذا الاعلام الذي شكل لوحده حائط صد ضد الشائعات وضد المثبطين والمرجفين ، ومنارة لنشر تعليمات او ارشادات خلية الازمة او بث التقارير عن الجائحة .
ان الاعلام ، أيها السادة ، هو والحكومة وخلية الازمة يكمل احدها الآخر ، ولقد شاهد ملايين الاردنيين كيف أن الايجازات الصحفية وتقاريرها واي تطورات او تصويبات او تأكيد او نفي كانت تتدفق عبر القنوات والاذاعات والمواقع الالكترونية في نفس اللحظة التي ينطق بها وزير الاعلام او الصحة أو مسؤولو الخلية ، ناهيك عما قام به الاعلام من توعية للمواطنين بمخاطر الجائحة والحث على الالتزام بالتعليمات بصور شتى .
كما وتجب الاشادة بأولئك الجنود من الاعلاميين الذين يعملون في الخفاء في مختلف اجهزة الدولة ومكاتبها الاعلامية سواء المدنية او العسكرية الذين هم بحق خلايا نحل بلا توقف .
وكما قلنا ، فإنه لم يكن ممكنا للحكومة من تسجيل اي انجاز لولا التغطية الخبرية أو التغذية الراجعة التي كانت توفرها وسائل الاعلام والتي تعمل بموجبها خلية الازمة وتستنير بمعطياتها ، والعكس بالعكس أيضا ، ولقد اثبت الاعلام الوطني المقاتل أنه على قدر المسؤولية المهنية ، أما ما قيل عن نشر شائعات بشأن الاصابات تم تناقلها هنا وهناك فإن الاعلام غير مسؤول عن مواقع التواصل وما يكتب فيها ، بل إنه لولاه لما تم التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة اصلا حتى عبر مواقع التواصل نفسها .
قررت أن اخص الاعلاميين بهذه المقالة لهذا الاسبوع بعد أن رأيت ان من واجب الجميع تقديم الشكر لهم ، فألف سلام على كل من واجه ويواجه الفايروس وعلى رأسهم بالطبع هذا المواطن الاردني العظيم وذلك الكادر الطبي وهذه الاجهزة المختلفة ، وسلام كبير على الاعلاميين والصحفيين الاردنيين الذين كانوا ولا يزالون رأس الحربة في الذود عن صحة البلد وعافية شعبه .
كل عام والأردن بألف بخير .
د .فطين البداد