كيف يتصدى الأردن لضم الضفة والاغوار ؟
تحذيرات مباشرة تلك التي اطلقها جلالة الملك في حديثه لمجلة ديرشبيغل الالمانية ، ولكن تصريحه بما يمكن ان يحدثه الضم الاسرائليي المرتقب في العلاقات بين عمان وتل ابيب جاء هذه المرة أقوى من اي تصريح سبقه عندما قال : إن الضم سيؤدي الى صدام كبير مع الاردن " .
نعلم حجم الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لاسرائيل وما يتمتع به الكيان العبري من نفوذ ، وندرك بان الضم سيكون له آثار وتبعات سياسية وربما امنية واكثر من ذلك على المنطقة برمتها ، والاردن هنا يبعث برسالة للعالم وللاسرائيليين بانه لن يقف مكتوف الايدي حيال هذه الخطوة الخطيرة وبانه قادر على التصدي لها بكل السبل المتاحة بما فيها خطوات انتقامية قد يكون وادي عربة على رأسها مضافا اليه خطوات تتخذ تباعا .
ولنعترف، بداية ، أن الاسرائيليين يجيدون استغلال الظروف والفرص ، ولو فتشت عن كل التحركات الاسرائيلية الكبيرة داخل فلسطين وخارجها بغض النظر عن طبيعتها لوجدتها وقعت في غمرة ظروف اقليميية او دولية غير مواتية ، ونذكر جميعا ما سبق وقاله رئيس الوزراء الاردني الاسبق عبد السلام المجالي عن أن مخططا اسرائيليا للترانسفير كان يعد اسرائيليا خلال غزو العراق ولم ينفذ في اللحظات الاخيرة بضغط امريكي، أما هذا الضم الاسرائيلي المرتقب فيجيء في ظل كورونا وانشغال العالم كله بالجائحة وفي ظل ادارة امريكية لا تفقه بالسياسة ولا تفهم المنطقة وتاريخها ، وهو استغلال قذر يتقنه هؤلاء منذ نشأوا الى الآن ، ولا يقولن قائل : بأن الجائحة تلت نقل السفارة الامريكية لأن كل ما يتعلق بكورونا لا زال في علم الغيب ولربما تتكشف غدا مفاجآت مخيفة .
الاردن الصابر والمرابط ، المشغول بقوت يومه لضعف امكانياته وثقل مديونيته وشح موارده ، يقف بكل شموخ ويقدم للقدس وفلسطين اقصى ما يمكن ان يقدمه بلد يعيش ذات الظروف ونفس الاوضاع وحيدا دون سند ولا مدد ، ليس هذا فقط ، بل إنه يتلقى الضغوط تلو الضغوط ، ولكن المعول عليه قبل كل شيء ، بعد الله تعالى ، هو هذا الشعب الابي الذي يراهن الصهاينة على دق اسفين فيه ، وها هي ابواقهم ومرتزقتهم على مواقع التواصل بدأت بضخ الاتهامات والاكاذيب والاضاليل ، فحذار حذار من الخبث الصهيوني ، ولنقف جميعا خلف القيادة التي لم تتزحزح قيد انملة عن ثوابت الاردن والأمة والتي تعلم قبل اي أحد منا بأن انهاء حل الدولتين يعني تهديدا مباشرا للاردن وكينونته ووجوده ، ومن هنا جاءت تصريحات الملك وتحذيراته بهذه القوة وبهذه الحدة غير المسبوقة .
لنكن واعين للمرحلة ، يقظين لخطرها ، ولنواجه يدا بيد هذا المخطط الاجرامي الخبيث ، والنصر سيكون حليفنا بإذن الله وقوته .
حمى الله الاردن .
د .فطين البداد