بيان القطاع الخاص وتصريح الضريبة
البيان الذي اصدرته جمعية رجال الاعمال الاسبوع الماضي حول مشاكل القطاع الخاص يفترض ان يؤخذ بجدية على اعتبار ان هذا القطاع متضرر لدرجة خطيرة بسبب ازمة كورونا وتبعاتها .
ولأن اهل مكة ادرى بشعابها ، فإن المستثمرين هم الاقرب والاعرف بما حدث ويحدث لهذا القطاع ، وإن على الحكومة ان تقرأ تحذيرهم بوقوع ما اسماها البيان " أزمة حقيقية " بعين الاعتبار .
اول مطالب هذا القطاع وقبل كل شيء هو التخفيف من الاعباء سواء في الضرائب العامة وضريبة المبيعات او الفوائد او الرسوم والغرامات وهلمجرا ، وذلك لشح السيولة واشتراطات التسهيلات المالية المقدمة لكون الايفاء بعقودها وفق ارقامها بات أمرا مستحيلا ، ما يحتم النظر لهذه القضايا بعين الاعتبار .
إن تقديم الدعم للقطاع الخاص ، من خلال ما اطلق عليه " برامج تحفيزية " بمختلف وجوهه بات امرا حيويا اذا ارادت الحكومة استمرار هذا القطاع لكي لا يتأثر الاقتصاد سلبا ليس في المستقبل فقط وإنما الآن .
وما ركز عليه البيان الهام والذي مر سريعا على وسائل الاعلام رغم اهميته وقراءته للحاضر وتوقعاته للمستقبل ، هو الاعفاءات الضريبية عن المعارف والاراضي وتجنب اي غرامات تأخير كما تفعل كل دول العالم ، وأيضا اعفاء الابنية من اي ضرائب سواء السكنية او التجارية عن هذا العام 2020 وعن العام الذي يليه وشطب الغرامات التي تحققت عن السنوات السابقة .
والغريب ، أنه وفي غمرة انشغال القطاع الخاص في محاولة تقطيب جروحه خرجت دائرة الضريبة بتصريح تطلب فيه من الشركات تحويل الضريبة فورا ، وكأن الاوضاع الاقتصادية كانت طبيعية وما من أزمة حقيقية ضربت كل القطاعات في الصميم .
فقد قالت الضريبة في تصريحها إن الشركات التي لم تورد اقتطاعاتها الضريبية وبدل الرواتب والخدمات ستتعرض لـ " الايرادات القانونية " والمراد هنا أحكام القانون الصارم الذي قد تصل عقوبته الى السجن ، واورد التصريح ما نصه ، وهنا اقتبس : " توجب احكام المادة (6/ب/1) من تعليمات اقتطاع ضريبة الدخل وتعديلاتها رقم 2 لسنة 2019 على صاحب العمل من القطاع الخاص او القطاع العام بأن يزود الدائرة خلال الشهر التالي الذي يلي نهاية كل شهر بكشف يتضمن أسماء موظفيه ورواتبهم وأجورهم والضريبة المقتطعة عنهم خلال الشهر المنتهي " .
أي أن صرخة القطاع الخاص في واد ، ورد الضريبة في واد آخر ، دون وجود اي تنسيق يذكر بين الطرفين مع ان القطاع الخاص هو العامود الفقري للاقتصاد في الاردن .
وإذا ما اردتم المزيد فعليكم ببيان آخر اصدرته غرفة التجارة السبت ويحمل نفس المعنى ، والخوف ، كل الخوف أن يكون كل ذلك مجرد صرخة في بئر !.
د. فطين البداد