الاردن : عن تقرير مقتل امرأتين شهريا على يد ذويهن
لفتني التقرير الذي نشرته جمعية تضامن في الاردن ، والتي رصدت فيه حوادث مؤسفة لقتل نساء وفتيات اردنيات على ايدي ذويهن بطريقة بشعة ودونما ادنى اعتبار للروح البشرية التي كرمها الله تعالى واسجد لها الملائكة .
فقد رصد التقرير 15 حالة قتل اسرية وقعت منذ بداية العام لغاية السابع والعشرين من آب ، وتم تسجيل حالة أخرى يوم الخميس 28 - 8 - 2020 ليصبح العدد 16 ضحية ، اي اننا نتحدث عن قتل سيدتين او فتاتين كل شهر ، وهو مؤشر خطير جدا يجب ان يتوحد الجميع عنده .
واذا كانت الجمعية تتحدث هنا عن الجرائم الاسرية فإنها لم تشمل اية جرائم اخرى إن وجدت ، واقتبس هنا الوقائع وفق التقرير الذي احدث ضجة لدى كثير من الاوساط :
..( بتاريخ 10/1/2020 أقدم شاب على قتل شقيقته طعناً في الكرك .
بتاريخ 19/1/2020 فارقت زوجة عشرينية الحياة بعد إلقاء نفسها من شرفة منزلها في الطابق الثالث إثر خلافات عائلية مع زوجها .
بتاريخ 20/1/2020 توفيت فتاة عشرينية إثر سقوطها عن سطح منزلها في محافظة إربد، علماً بأن التحقيقات لا زالت جارية.
بتاريخ 25/2/2020 أقدمت إمرأتان على قتل سيدة ضرباً وخنقاً في منزلها .
بتاريخ 8/3/2020 أقدم زوج على قتل زوجته التي لم يمض على زواجها منه سوى بضعة أشهر، في الاغوار الشمالية .
في الثلث الأخير من شهر 3 أقدم ولدان على قتل والدهما رمياً بالرصاص وزوجته طعناً في منطقة البادية الشمالية إثر خلافات .
بتاريخ 10/4/2020 قتلت سيدة ثلاثينية بعيار ناري في محافظة معان .
بتاريخ 10/4/2020 أيضا ، أقدم زوج على إصابة زوجته بعيار ناري إثر خلافات بينهما في منطقة مرج الحمام بالعاصمة عمان.
بتاريخ 6/5/2020 أقدم شاب على طعن شقيقته البالغة من العمر 14 عاماً داخل منزلهما جنوب العاصمة عمان، مما أدى الى وفاتها.
بتاريخ 16/7/2020، قتلت أم بأعيرة نارية على يد إبنيها وأصابا شقيقتيهما إصابات بالغة في محافظة معان.
بتاريخ 16/7/2020 ايضا اقدم أب على قتل إبنته الأربعينية بواسطة "طوبة" مهشماً رأسها في البلقاء .
فجر يوم 27/7/2020 في منطقة ماركا بمحافظة العاصمة وقعت جريمة قتل أسرية مفزعة ذهبت ضحيتها أم على يد إبنها الحدث الذي لم يتجاوز 14 عاماً وذلك بطعنها بسكين مطبخ وهي نائمة عشرات الطعنات مما أدى الى وفاتها على الفور.
بتاريخ 31/7/2020 أقدم اخ على قتل شقيقاته الثلاث (متزوجات) في محافظة البلقاء داخل منزل أهلهن.
وفي شهر آب 2020، أقدم زوج على قتل زوجته ضرباً امام منزلها في محافظة الزرقاء. ) انتهى الاقتباس .
وخارج الاقتباس ، وبتاريخ 28 - 8 - 2020 يوم الخميس الماضي اقدم شخص على حرق زوجته في مادبا ليصبح العدد 16 ضحية قبل انقضاء شهر آب .
ولو بحثنا عن اسباب هذه الجرائم لوجدنا بأن اغلبها يعود لخلافات عائلية احتدت حواراتها لتصل الى هذا المستوى من العنف الاسري الشنيع .
على ذات الصعيد ، فإنني أذكر أن الحكومات المتعاقبة حاولت عبر العديد من التعديلات التي اجرتها على قانون العقوبات وغيره بالتعاون مع مجلس الامة لوقف هذه الجرائم من خلال تغليظ عقوبة مرتكبها والغاء الاسباب التخفيفية المعروفة ، ولكن ، وكما يبدو ، فإن الامر يتعلق بالثقافة أولا وتجذير المبادئ الصحيحة في نفوس النشء والمجتمع و" تبشيع " مثل هكذا اعمال اجرامية ، مع قناعتي الشخصية بأن الامر صعب ولكنه ليس مستحيلا ، خاصة إذا رسخنا في الناس حرمة قتل الروح البشرية ، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز : " .....مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا .... " المائدة 32 .. كما وأن الرسول الكريم يخبرنا بأن أول ما يقضى فيه يوم القيامة بـ " الدماء " .. فإذا كنت ايها القاتل مزهوا بفعلتك فإن هناك عدلا ينتظرك غير الحكم الذي ستقضيه هنا ، وتكون - إذ ذاك - قد خسرت الدنيا والآخرة .
د . فطين البداد