100 يوم من عمر البرلمان
بعد مضي 100 يوم من عمره بات من الواجب البدء بتقويم اداء النواب خلال هذه الفترة ، وفق ما تفعل الآن بعض مؤسسات المجتمع المدني .
ولما كانت فترة المئة يوم تقليدا في عدد من الدول ، فإن اداء النواب خلال هذه الفترة لا يعكس بالضرورة حقيقة هذا الأداء لاسباب يعرفها المتخصصون في الشأن البرلماني ، إذا اخذنا في الاعتبار ان هناك استحقاقات داخلية في المجلس مثل انتخابات المكتب الدائم واللجان وغيرها ، ناهيك عن ان هناك اختلافا لا يضع المئة يوم في ميزان صحيح مع الحكومة ، ذلك أن الحكومة تبدأ العمل منذ اليوم الاول لادائها القسم امام جلالة الملك ، رغم أنها تطلب الثقة من النواب ، أما النواب ، فإنهم يضيعون اياما في مناقشة البيان الحكومي ومن ثم مناقشة الموازنة العامة وملاحقها إلخ .
وهناك امر آخر لا بد من اخذه بعين الأعتبار ، وهو أن النواب يناقشون مشاريع القوانين مرتين في الاسبوع تحت القبة ، بينما ينهمك نواب آخرون بمناقشة مشاريع القوانين عبر اللجان النيابية على مدار الاسبوع وهو ما يضيع وقتا اضافيا يتبعه مناقشة المشاريع التي اقرتها اللجان ، وتحت القبة هذه المرة ، وقس على ذلك .
مؤسسات المجتمع المدني التي بدأت باستطلاعات الرأي العام بشأن المئة يوم الاولى من عمر المجلس أو بتقويم أدائه خلال هذه الفترة ، لا تأخذ بالاعتبار هذه القضايا مجتمعة ، وهي لا تفعل لسبب بسيط ، وهو أن هذه الاستطلاعات محكومة - في الغالب - بشروط وتوقيتات يضعها المانحون والممولون .
وأيا كانت نتائج هذه القراءات والتحليلات والاستطلاعات ، فإن الحقيقة التي لا يغفل عنها القائمون على هذه المؤسسات ولكن يتم تجاهلها : هي أنه لا يمكن أبدا الاتيان ببرلمان سوبر استنادا لقانون انتخاب أعرج ، لأننا في النهاية سنظل محكومين بمقولة : " هيك مضبطة .. " .
حمى الله الاردن .
د . فطين البداد