طيار اسرائيلي : قصفنا أبراج غزة للتنفيس عن الاحباط
بدأت أولى فصول الاعترافات الصهيونية بالهزيمة تتضح للعيان ، وأولاها ما قاله طيار اسرائيلي اكتفت القناة الـ 12 بالترميز لاسمه بحرف " د " حينما كشف عما اعتراه وزملاءه الطيارين خلال العدوان الاخير على غزة .
فقد اعترف " د " بأنه وزملاءه قصفوا الابراج للـ " تنفيس " عن الاحباط والاحتقان الذي سببه فشلهم في منع اطلاق الصواريخ .
من مجمل ما قاله هذا الطيار : " كنت أخرج لشن الغارة مع إحساس بأن إسقاط الأبراج أصبح طريقنا للتنفيس عن الإحباط مما يحدث لنا ومن نجاح الفصائل في غزة في الاستمرار بركلنا " ..
عند كل نهاية جولة من جولات العدوان الصهيوني على فلسطين ، تبدأ تتكشف حقائق منعت نشرها الرقابة العسكرية الاسرائيلية ، التي زعمت بأنها تمكنت من اسقاط 90 % من القذائف التي تطلق على اسرائيل ، ومن ثم تكتفي بنشر بضع لقطات يتم اختيارها بعناية تسجل اسقاط صاروخ أو صاروخين في سماء غزة أو غيرها ، في حرب نفسية فشلت فشلا ذريعا ولم تنجح في كبح جماح تلقي الصفعات ، يضاف إلى ذلك علم الفصائل الفلسطينية بطبيعة عمل القبة الحديدية وانتهاج تكتيك يعتمد على اطلاق رشقات كبيرة من القذائف يقول خبراء إن عددها يشل عمل هذه القبة ويربك راداراتها .
إن الحقيقة التي ترسخت الآن ، هي أن ما قبل العدوان على الاقصى ليس كما هو بعده ، خاصة وأن الجولة الأخيرة كان منطلقها القدس وحي الشيخ جراح ، والتوطئة لتقسيم الحرم القدسي كما حدث مع المسجد الايراهيمي في الخليل ، المقسم الآن للأسف ، مما اشعل فلسطين كلها من النهر الى البحر في هبة شعبية موحدة لافشال المخططات الصهيونية في ابتلاع بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ، ومثلها فعلت الحشود العربية والاسلامية واحرار العالم في شتى بقاع الدنيا رفضا للعدوان والعنصرية والفاشية الصهيونية المجرمة .
أما في الأردن ، فقد شهد تلاحما منقطع النظير بين القيادة والشعب بكل فئاته ضد العدوان ونصرة للأقصى والقدس ورأينا كيف خرجت الآلاف المؤلفة من شتى بقاع الأردن وتجمعت طوال الايام السالفة قبالة السفارة الصهيونية في الرابية ، وآخرها يوم الجمعة في منطقة سويمة بالبحر الميت على الحدود مع فلسطين في مشهد لم يتكرر ولم تشهد له المنطقة مثيلا ..
وإذا كان الطيار الاسرائيلي المذكور الذي اعترف بتدمير تسعة ابراج للتنفيس عن الاحباط الذي كان ينتابه وزملاءه في سلاح الجو الصهيوني المدجج بطائرات أف 35 الأحدث في العالم : إذا كان قد كشف هذه الفضيحة الخطيرة ، فماذا سيكون عليه حال النتن ياهو والانتخابات الخامسة على الأبواب عندما تبدأ الصحافة الاسرائيلية تكشف الحقائق عن اخفاقات الجيش الذي لا يقهر ، وعندما تتأكد بأن هذا اللص المختلس المطلوب للمحكمة ليس سوى كذاب أشر فجر الجولة الاخيرة من الحرب عن سابق ترصد لمنع خصومه من تشكيل الحكومة .
لقد قالت شعوب العالم كلمتها في رفض الظلم والعدوان والاحتلال ، وكذلك فعل الفلسطينيون و"الشعوب" العربية التي سئمت الذل والاذلال وتتطلع للحرية وتحرير فلسطين الطاهرة المباركة ، ولو كره الكارهون .
حمى الله الأردن .
د . فطين البداد