عن الأسرى الفلسطينيين الستة
عندما يتعلق الأمر بفلسطين ، فإنك تجد الأردنيين من شتى المنابت والأصول متحدين خلف حقيقة ناصعة : وهي أن القضية واحدة والشعب واحد والمصير مشترك.
طوال الاسبوع الماضي لم تبرح قصة فرار الستة اسرى من سجن جلبوع الترند الاردني على تويتر ، ولا عن مواقع السوشال ميديا هنا او في عموم القارات ،حتى بعد إعادة القاء القبض الأخيرة ، وذلك لأن الذين فروا من السجن بطريقة إعجازية فجروا حماسا لا ينقطع واعتقادا لا يتزحزح أن الإرادة أقوى من الفولاذ ، وأن شبانا عزلا أهانوا هذا الجيش المدجج الجبان الذي اجتاح مدنا في الضفة أمام سلطة الشرطة ، وشرطة السلطة الفاشلة الهزيلة بحثا عنهم ، وأنه ليس سوى مجموعة من الرعاع المجرمين الذين لم يفيقوا من الصدمة إلا وقد اجتاحتهم صدمة أخرى عندما هب الشعب الفلسطيني ليدافع عن الأسرى هؤلاء ، وعن الآخرين الذين انتفضوا في السجون ، دون ان يعول على اسلحة السلطة ورجالها الأشاوس الذين تركوا الإحتلال يذرع الأمكنة جيئة وذهابا بكل حرية .
ومن التصريحات المخزية التي سمعها الفلسطينيون وذوو الأسرى عقب القاء القبض على اثنين من الاسرى بداية الأمر مساء الجمعة ، ما قاله رئيس نادي الاسير الفلسطيني عن أن المعركة مع المحتل طويلة ، وهذا مقبول ومعقول ويعرفه الجميع ول يبتدعه المذكور ، ولكن ما أردف به يثير الإشمئزاز والغضب عندما قال : بأن الأسرى المقبوض عليهم بعد الفرار سوف يتعرضون للتعذيب من اجل انتزاع كامل المعلومات عن عملية الفرار ، هكذا وبكل بساطة ، دون أن يناشد أحدا بالتدخل أو يحذر الاحتلال من عواقب ذلك ، والسبب واضح وهو أنه لا يملك لا هو ولا سلطته في رام الله اية خيارات حيال هؤلاء الأبطال ، وحيال آلاف الأسرى والاسيرات القابعين في السجون ، بينما لا يزال تنسيقهم الأمني مستمرا كل يوم وكل لحظة بدعاوى ابتدعوها وكبلوا بها الفلسطينيين منذ أن حولوا المظاهرات ضد الإحتلال إلى مظاهرات لاستلام الرواتب .
لقد كان فرار الاسرى عملية بطولية ضربت هيبة الاحتلال واجهزته الأمنية في الصميم ، واثبتت للمرة المليون بأن المعصم الفلسطيني أقوى من القيد ، وبأن الكف العارية صلبة أمام المخرز ، وبأن الحرية تفعل المستحيل .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد