الاردن : معلومات غير منشورة عن نحاس ضانا
كانت جلسة مصارحة قيمة ، تلك التي عقدتها لجنة الطاقة النيابية في مجلس النواب مع الشركة المستثمرة لنحاس محمية ضانا حيث اتضحت كل النقاط الغائبة والمبهمة والتي كانت محط تساؤل الأردنيين عن سبب اقتطاع جزء من المحمية لصالح تعدين النحاس هناك .
القصة وما فيها وأغلب ما قيل هو معلومات أعتقد أنها تنشر لأول مرة ، وهي أن الشركة التي ستستثمر في النحاس هي الشركة المتكاملة ، وكثيرون لا يعرفون أنها أئتلاف بين مجموعة المناصير وبين مؤسسة حكومية ، وتبين أن حصة الحكومة هي 30 % بينما تمتلك مجموعة المناصير 70 % من رأسمالها .
وتبين أيضا من خلال الحوارات التي دارت والمعلومات التي كشفتها وزيرة الطاقة هالة زواتي التي كانت ممثلة للحكومة في الاجتماع ، بالأضافة الى ممثلين عن المناصير ، أن الشركة المذكورة لم يسمح لها طوال عامين ونصف العام تقريبا من الاقتراب من المحمية لدواع تتعلق بالبيئة وغيرها ، ولتعقيدات المنطقة وتصنيفها عبر اليونسكو ، ولكن في العام 2018 تم السماح لها بالدخول لأخذ عينات سطحية ، ومن ثم حفر آبار ذوات اقطار ضيقة جدا لا تتعدى العشرين سنتمترا في أعماق تصل ألى 100 متر تقريبا ، لأجراء دراسات أضافية على هذه العينات .
ولكن الذي يلفت في الحوار الذي دار هو أن قصة نحاس ضانا ليس وليد عقد أو عقدين من الزمان بل بدأت قصته في العام 1964 أو حتى قبل ذلك حينما قامت شركة بريطانية باجراء دراسات في المنطقة ، ليتبعها في الثمانينات من القرن المنصرم اتفاقية موقعة بين سلطة المصادر الطبيعية وبين معهد جيولوجي فرنسي ، نص على أن يقوم هذا المعهد باجراء دراسات ، ولكن حسم الأمر جاء على يد شركة بريطانية في العام 1985 حينما تأكد بأن هناك خامات مشجعة ، وبأن العينات كانت طموحة لاحتوائها على معادن اخرى غير النحاس ، حيث إنه وحيث وجد النحاس وجد معه الذهب ، وبالفعل تبين وجود خامات الذهب في نحاس ضانا ، ولأن القاعدة تقول إنه حيث يوجد الذهب فإنه يوجد " النيكل " فقد تبين أيضا في الدراسة البريطانية وجود النيكل كذلك ، ولأنه حيث يوجد النيكل يوجد الكوبوند ، فقد تبين وجود الكوبوند والذي يقول خبراء إنه سيضع الأردن على قائمة الدول الاستراتيجية في الاقتصاد العالمي وفق خبراء .
هذه هي قصة نحاس وذهب ونيكل وكوبوند ضانا باختصار .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد