عن سكن طالبات جامعة الحسين في معان
أذكر في ما أذكر حين تم الإعلان عن تأسيس جامعة الحسين بن طلال في معان في العام 1999 ، كيف أن الأسئلة كانت تتمحور حول بعد الجامعة عن العاصمة وعن أنها لن تتمكن من استقطاب طلاب من خارج منطقة الجنوب وأسئلة عن كلفة التنقل للطلبة وأين سيتم " تسكين" الطالبات القادمات من خارج المحافظة البعيدة ليتبين مع مرور الأعوام بأن كل تلك الاسئلة كانت غير عادلة ويتم طرحها عند كل مشروع جديد، فما بالكم والمقصود هنا جامعة رسمية حكومية نجحت بقوة وباتت الآن تضم تسع كليات رئيسية وتدرس مختلف التخصصات ؟؟ .
كانت الدعاية الترويجية للجامعة منتشرة عبر وسائل الاعلام الرسمية وعبر الصحف شبه الحكومية ، ومن ضمن ذلك تخفيض تكاليف الدراسة واخراج صندوق الطالب الفقير إلى الوجود وما إلى ذلك من مغريات ، تهدف في الدرجة الأولى إلى استقطاب طلاب من خارج معان لبعث الحياة في المحافظة البعيدة وفي المحافظات الجنوبية الأخرى وهكذا كان فعلا ، حيث تدفقت على الجامعة أعداد كبيرة من طلاب وطالبات من عمان ومن مختلف المحافظات البعيدة ، كما سبق وتدفقت أعداد كبرى على مؤتة التي أسست في العام 1981 في الكرك وآل البيت في المفرق " 1993 " ، وهنا كان الابداع الحقيقي آنذاك حين قامت جامعة الحسين بتوفير السكن الملائم للطالبات عبر شقق سكنية داخل المدينة محصنة بحراس ومشرفات وضبط وربط لا أجمل ولا اروع .
ولأن دوام الحال من المحال ، أو بالأحرى، لأن بطر النعمة يكون سببا في ضياعها في بعض الأحيان ، فقد باتت جامعة الحسين بن طلال هذه الأيام ، مدار حديث مختلف ، ونتحدث هنا عن الجانب الفني والاداري وليس الأكاديمي الذي تتميز به الجامعة بلا شك ، ونقول ذلك بعد أن تيقن لدينا بأن عشرات الطالبات اللواتي سجلن في الجامعة لهذا الفصل الجامعي وأغلبهن من خارج المحافظة ، لن يتمكن من الدراسة الوجاهية بسبب عدم وجود سكن جامعي .
أي أننا وبعد أن مكثنا سنوات نروج للجامعة لاستقطاب طلاب وطالبات لكسر بعد المسافة بتنا الآن محتارين في " تسكين " طالبات يبلغ عددهن وفق المصادر 100 طالبة ، تم توجيههن للتعلم عن بعد في المواد الأختيارية دون أن يقول لنا أحد حتى الآن : أين الأسكانات التابعة للجامعة واين اسكانات شركة تطوير معان التي هي مسؤولة بالضرورة عن توفير مثل هذه الأسكانات ، وإذا كانت ممتلئة كما تقول الجامعة فلماذا لم يتم حساب هذه المسألة جيدا ومن الذي سيضمن للطالبات المئة اللواتي سجلن في الجامعة أن تنتهي مشكلتهن في الفصول الأخرى إن لم نقل في السنوات الأخرى وأن يتم التحاقهم بالتعليم الوجاهي .
إن قبول وتسجيل 100 طالبة من خارج معان بحاجة إلى سكن داخلي وعدم توفير هذا السكن يستوجب وقفة حقيقية من قبل الحكومة نفسها ولا نقول الوزارة أو الجامعة فقط ، فالقضية تتعلق بجامعة وطنية نعتز بها ونريدها أن تظل في الطليعة وليس جامعة تطلب من 100 طالبة مسجلة لديها أن يدرسن عن طريق الانترنت .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد