عندما يطلب وزير المياه أقامة صلاة الاستسقاء
يستذكر خبراء المياه في هذه الأيام ، وعقب جفاف 6 سدود في الأردن ، وفق اتحاد المزارعين ، حملة كان وزير اسبق قد أطلقها بعنوان " احكام السيطرة " عام 2018 وتقضي بأن يتم محاصرة ومنع أي كان في الأردن من هدر المياه أو التأثير على مخزونه فوق الأرض وتحت الأرض وفي كل مكان ، لأن نقص المياه الذي هو مدار الحديث اليوم ، كان منذ سنوات يحمل نفس الدلالات ونفس التحذيرات ونفس العناوين .
ويقول هؤلاء : إنه إذا كان هناك من خبير في المياه بالأردن فمن هو الذي يناجز الوزير الاسبق حازم الناصر الذي حمل على كاهله أثقال الملف المائي لسنوات وعبر عدد من الحكومات ، اي أن الناصر ، إذا قال أمرا ما عن المياه في الأردن فإن على الجميع تصديقه والأنصات إليه .
الناصر ، أطل قبل ايام عقب حديث اتحاد المزارعين عن جفاف ستة سدود هي : الوالة ، وادي شعيب ، التنور، سد زقلاب ، الموجب ،وسد وادي الكرك .. أطل وأعلن على الملأ أن " الوضع حرج ولا يوجد لدينا في الأردن أمن مائي البتة " وأن كمية المياه التي اشتراها الأردن من اسرائيل مؤخرا غير كافية ، وأن الايام القادمة صعبة .
وبخصوص السدود التي جفت توقع بأن يلحق الأمر بقية السدود ، ومؤكدا بأن على المواطن الأردني الانتظار ثماني سنوات حتى يشرب أول كأس ماء من مشروع الناقل الوطني .
والناقل الوطني ، لمن لا يعرف ، هو مشروع لتحلية مياه البحر الأحمر بكلفة مليار دينار ، يتوقع وزير المياه الحالي أن يوفر 300 مليون متر مكعب من المياه سنويا ، وأنه سينجز في العام 2026 غير أن الناصر يستبعد ذلك .
وللتذكير أيضا ، فإن هذا المشروع يجيء بعد فشل مشروع قناة البحرين الرابط بين خليج العقبة والبحر الميت ، فبعد وضع اسرائيل العصي في دواليبه قرر الأردن أخذ المبادرة بمفرده وأعلن عن مشروع الناقل الوطني موضوع الحديث .
وإذا لم يكن هناك من بد للحديث بصراحة ، فإن المراقبين ، وكما يقولون ، لم يروا أي جدية من قبل الحكومة الحالية ولا الحكومة التي سبقتها في موضوع المياه ، ولولا نفوذ جلالة الملك على الادارة الأمريكية لما زودت اسرائيل الأردن بالمياه اصلا بعد مماطلة نتنياهو وقراره في النهايةعدم تزويد الأردن بأي قطرة ماء الأمر الذي تغير بعد سقوطه في الأنتخابات وتسلم بينت للحكومة الائتلافية الجديدة .
ويحسن أن أكشف معلومة ساقها الوزير الناصر وهي أنه كان هناك مشاريع مائية سريعة لسد العجر بقيمة 600 مليون دينار ، إلا أن الحكومتين السابقة والحالية أوقفتا هذه المشاريع التي كانت من الضرورة لدرجة تمنع المرحلة التي وصلنا إليها ، حيث لا مطر ولا ماء ولا سدود ، والعطش سيدق وتده في الحناجر والبطون لو كنتم تعلمون ، بل إن سلطة المياه أعلنت السبت " أمس " أنها ستقطع المياه عن أحياء في عمان والزرقاء الاسبوع القادم وإن على المواطنين أخذ احتياطاتهم لذلك ، بدعوى أجراء صيانة على مياه الديسي .
وعلى ذات الصعيد ، فإن المراقبين يتفهمون أن يطلب وزير الأوقاف من المواطنين إقامة الصلوات طلبا للمطر ، ولكني لم أفهم أبدا أن يطلب وزير المياه الحالي من الأردنيين إقامة صلاة الأستسقاء ، وهذا ما فعله ، بدل أن يعلن خططه وكيف سيتصرف حيال نقص المياه وجدوب الموسم المطري .
عندما يصل الوزير المسؤول عن المياه لهذه الدرحة من القنوط فاعلم بأن الأمر جد خطير وبأننا ربما قد نرى على الحقيقة وليس في الأحلام ما رآه ملك مصر بزمن الهكسوس ، خاصة ما تعلق بسنابله السبع اليابسات .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد