استطلاع مركز الدراسات و شعبية الحكومة
إذا كانت نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية الأخير حول الأداء الحكومي وثقة الاردنيين بالحكومة بعد مرور عام على تشكيلها غير محفز للحكومة لكي تنتفض وتغير من اسلوبها في الحكم ، فإن هذه ستكون مصيبة أضافية تضاف إلى مصائب يعيشها الأردنيون لا تبدأ بالأقتصاد ولا تنتهي بـ " الاقتصاد " أيضا الذي " يؤزهم أزا " .
الاستطلاع قال بأن 67 % من الاردنيين لا يثقون بالحكومة ، ولو كانت هذه النتيجة في بلاد ديمقراطية لوقعت الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة ، بل إن الذي يعادل هذه الواقعة المفترضة أن تمر الحكومة على عاصفة النتيجة وكأنها نسيم عليل .
قلنا ذات مقال : إنه ما من شك لو جيء بـ " طرزان " رئيسا للحكومة في الأردن فإنه لن يتمكن من أن يفعل شيئا ذا بال ، في ظل محدودية الموازنة وواقع الأقتصاد، ولكن تحسس أسباب فقدان الثقة ، أو انحدارها هو من صلب مهام أي حكومة خاصة إذا لم يشعر المواطنون بالفرق الايجابي بدل هذا الشعور السلبي من يوم لآخر .
والمفارقة في نتائج الأستطلاع أن الأردنيين يعتقدون بأن الرئيس الخصاونة قادر على القيام بمهمته أكثر من طاقمه الوزاري وبنسبة 34 % نسبة للعينة الوطنية ، و44 % نسبة لقادة الرأي ، بينما لا يثق بقدرة طاقم الخصاونة الوزاري مجتمعا 31 % من المستطلعة آراؤهم ، وإذا كانت النتيجة منخفضة للطرفين :الخصاونة وطاقمة على السواء ، فهذا يعني أن الثقة بالحكومة عموما منخفضة وهو ما يعني أننا نسير إلى الخلف در وليس فقط "مكانك سر " .
وكما قلنا ، فإن الهم الاقتصادي هو الذي يوجه العلاقة بين الطرفين ، فالاردنيون وبنسبة 81 % يعتبربون أن الأوضاع الاقتصادية في انحدار وأنها في طريقها إلى الأسوأ .
نتبين مما سبق : بأن كل الأستطلاعات تقريبا تخرج بنفس الأرقام مع انخفاض طفيف هنا وزيارة طفيفة هناك دون أن تؤثر على نظرة الأردنيين العامة تجاه حكوماتهم بسبب الاقتصاد ولا شيء غير الاقتصاد ، فهو " مربط الفرس " الذي بدون انعاشه فلا انفراج في علاقة الشعب بحكوماته بسبب ما يخلفه من بطالة وفقر وأكلة هوا .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد