الاردن : الإعتداءات على عمال التوصيل
بعد تكرار الإعتداءات المخزية من قبل ضعاف النفوس على سائقي سيارات التوصيل وازدياد الشكوى من هذه الإعتداءات ، لم تجد الأمانة العامة للمجلس القضائي من بد سوى كشف الوقائع للرأي العام المصدوم مما جرى ، خاصة إذا اخذنا في الإعتبار أن عمال التوصيل هؤلاء هم في اغلبهم عاطلون عن العمل ، وقد وجدوا ضالتهم في هذه المهنة التي جاءت بها كورونا بشكل اضطراري ، فانتشرت مهنة التوصيل بشتى أنواعه وراجت رواجا كبيرا وتكفلت هي وغيرها من تداعيات الجائحة بتشغيل ما يصل إلى 50 الف شاب وفق تصريح لرئيس الحكومة ، أي انها مهنة ساهمت في الحد من البطالة مع المهن الأخرى . .
ولما انتشرت حوادث الإعتداءات على هؤلاء من قبل زبائن " نصابين " استغلوا قدوم هؤلاء بسيارات التوصيل أو بالوجبات وغيرها ، فقاموا بتهديدهم أو سلبهم ما لديهم أو حرق سياراتهم إلخ ..هروبا من دفع أثمان هذه الطلبات أو لأسباب أخرى .. لما انتشرت هذه الوقائع كان لا بد من الضرب بيد من حديد على مثل هؤلاء وجعلهم عبرة لمن يعتبر .
من هنا ، دخلت النيابة العامة على الخط وبدأت إجراءاتها ضد هؤلاء ليتبين حتى الأسبوع الفائت أن عدد الإعتداء على عمال التوصيلات بلغ 39 اعتداء ما بين شروع بالقتل والسرقة والسلب تحت التهديد ، حيث سيخضع المعتدون لعقوبات تتراوح بين 6 شهور الى 5 سنوات إلى ربما 20 عاما لبعض القضايا ، اي أن الأمر بات تحت الردع الآن ليذوق الزعران وبال أمرهم .
والجميل في الموضوع أن هذه القضايا أخذت صفة الأستعجال لتحقيق الردع العام ، ويأمل المواطنون أن تكون هذه الخطوات وأخرى غيرها كفيلة بتوقف مثل هذه الاعتداءات التي دقت جرس الإنذار عن أن هناك فئة " فالتة " تعيث في المجتمع فسادا مع أن الجميع في الهم شرق ، وأن هؤلاء العاملين الذين يحمل كثير منهم درجات علمية وأكاديمة هم مواطنون محترمون لجأوا لهذه المهنة الشريفة هربا من البطالة .
لا نملك إلا أن نوجه التحية للمجلس القضائي وأمانته العامة والنيابة العامة وأجهزة الأمن التي تسهر على راحة المواطنين في هذا الزمن الأغبر الذي بات فيه الحليم حيرانا وسط وجود فتن كقطع الليل المظلم .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد