الاردن : مبيت على العتمة
مئات إن لم نقل آلاف الاردنيين سهروا أو باتوا " على العتمة " ليلة الاربعاء - الخميس ولا زال بعضهم حتى كتابة هذه السطور ، ونعني بذلك الليلة الموعودة التي ندفت فيها الثلوج في مختلف المناطق .
لم يقض هؤلاء ليلتهم في الظلمة أو على الشموع لانهم رومنسيون في حضرة الهطول الكثيف ، ولكن لأن شركة الكهرباء ووزارة الطاقة طمأنتهم بأن كل شيء تم الإستعداد له بغرف عمليات على مدار الساعة وبأن الناس " متوسطي الحال " سينعمون بليال ثلجية "دافئة ومضيئة " بفعل استدامة التيار وبفعل المكيفات التي حولها أصحابها الى وضعية " الساخن " منذ دخول الشتاء وكذلك وسائل التدفئة التي تعتمد عموما على الكهرباء .
مضت فترة عصر الأربعاء والامور على ما يرام ، ومضت ساعات المساء الأولى وكل شيء عال العال ، ولكن بعد أن تكثف الثلج فوجئت آلاف العائلات في مختلف المناطق بانقطاع التيار وبالتالي توقفت وسائل التدفئة وتوقفت الرؤية البصرية ودخلت العائلات في وضعية المبييت "تحت الحرام أو اللحاف " طوال الليل والتنقل في المنزل بواسطة التلمس أو اعتمادا على الحاسة السادسة ، أما المواطنون الذين يستدفئون على الكاز والغاز وعلى الحطب فحالهم ليس أفضل من هؤلاء ، ذلك أن انقطاع التيار رتب على هذه الفئة وهي الأغلبية الساحقة من الأردنيين مسؤوليات اضافية بحكم " الطفر " ولك أن تتخيل كيف بات أطفالهم وسط الظلام .
حسنا : نفهم أن للثلج ظروفا مختلفة ، ولكن من حق هؤلاء المواطنين أن يسألوا الشركة والوزارة والهيئة : لماذا ضحكتم علينا خلال الأيام التي سبقت المنخفض عبر نشراتكم الإعلامية حينما زعمتم أنكم على أهبة الإستعداد وبأنكم جاهزون على طريقة " ابوك يالموت " بل ونشرتم بلا فخر ارقام هواتفكم التي - وتحت التجربة - بات الرد عليها مستحيلا عندما غاب المتحدثون في المقاسم والخطوط ، وبعد صمت مريب أصدرتم تصريحات بأن الثلوج قطعت الأسلاك وبأن سيارات الصيانة لم تتمكن من الوصول الى كثير من المناطق في العاصمة عمان وفي مختلف المحافظات بفعل انغلاق الطرق .
لعلمكم يا سادة ، فقد تواترت الانباء عن تضرر أجهزة كهربائية تعود للناس جراء الانقطاع واعادة التيار وعودة الإنقطاع ومرة اخرى اعادة التيار ، كما وإن نوابا أعلنوا بأنهم سيقاضون الشركة وسيحاسبون الوزارة والهيئة على ما جرى .
فقط نذكر المعنيين : بأن الأرصاد تتحدث عن اربعة منخفضات قادمة في شهر شباط ،فهل اتعظتم مما جرى ، وأين وصلت استعداداتكم التي نخشى أنها لا زالت " حطة ايدك " !.
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد