الاردن : همسة سياسية
عندما يتعرض الأردن لحملات تشويه تباعا من قبل أفراد من أبنائه ومن قبل أعدائه على السواء فاعلم أن المؤامرات على هذا البلد لم تتوقف يوما : فعلى الرغم من استعار أوارها في الفترة الأخيرة إلا أنها سرعان ما خبت أمام صلابة الأردنيين ووعيهم وانتمائهم .
لم يقل لنا هؤلاء وأولئك كيف يستمر هذا البلد في الوقت الذي تجاوز فيه حجم الدين ارقاما مفزعة نسبة للناتج الاجمالي ، ومع ذلك لا زالت المؤسسات الدولية تثق بالأردن وتقدم له المساعدات والمنح والدعم بمختلف أشكاله وألوانه ..
ماذا حدث للبنان ، مثلا ، وكيف انهارت عملته الوطنية ، وقس على ذلك العديد من البلدان العربية التي تعاني الأمرين بعد تحرير أسعار الصرف ووصول مستوى المعيشة فيها لدرجات لم تكن بالحسبان .
كيف لبلد محدود الإمكانيات أن يستمر بهذه القوة وهذا الحضور الدولي وهذا الاحترام ، مع أن ظروفه ومتاعبه الاقتصادية وموقعه الجغرافي الخطير والحساس يحتم العكس .
كيف ينعم الأردنيون بنسبة عالية من الأمن والأمان وسط هذا المحيط المضطرب إذا كانت الأمور خربانة والأوضاع ميؤوسا منها كما يزعم الزاعمون ؟؟ .
لا ينكر إلا كل منافق حجم المصاعب وعمق الضنك الذي يعانيه الناس ، ولكن البلد الذي يمضي بكل ثقة نحو المستقبل قادر على المضي قدما بوعي شعبه وإخلاص ابنائه ، وذكائهم .
أيها الأردنيون : انظروا حولكم ، وتمسكوا ببلدكم الذي لا بلد لكم سواه في زمن تتطاحن فيه المصالح وتذوب البلدان كما يذوب الملح في الماء .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد