شهر الخيرات والبركات
يعود رمضان بأيامه ولياليه الرحمانية السامية ، ومشاعره النقية الصافية ليخيم على أمة كانت خير أمة أخرجت للناس ، ليس لعرقها ولا لغتها ولا لون بشرتها ولا جغرافيتها ، بل لكونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله .
يجيء رمضان والإيمان ذاته لم يتزعزع رغم كل حملات التشويه والتشكيك ونشر الأباطيل والشبهات هنا وهناك لدفع الناس باتجاهات أخرى ، ولكن هذه العقيدة الربانية الخالصة ، متجذرة في الفطرة ، ممتزجة في جينات البشر أيا كانت منابتهم وأطيانهم ، لأن التوحيد شهادة جامعة شاملة لبني آدم الذي كرمه الله واسجد له الملائكة .
رمضان ، ليس شهرا عاديا في تعداد اثني عشر شهرا التي هي عدة الشهور عند الله منذ خلق السموات والأرض ، ويكفيه تميزا وعلوا أنه الذي نزلت فيه آيات الذكر الحكيم : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " .. وهو شهر الله الذي تتضاعف فيه الأجور والأعمال وتتفتح فيه ابواب الرحمة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتصفد فيه الشياطين .
لنعش هذا الشهر العظيم بكل ما فيه من نفحات ، ولنمض إلى الله من خلال خدمة الناس كل حسب استطاعته ، لأن قيمة الأنسان ليست في وزنه ولا لونه أو ماله ولا عرقه ولا حسبه ونسبه ، بل في ما ينفع به الآخرين ، ولنتذكر أن الرسول الكريم كان أجود الناس ، ولكنه كان أجود ما يكون في رمضان .
حمى الله الأردن وكل عام وأنتم بالف بخير .
د.فطين البداد