آفة المخدرات
حالة قلق ملحوظ يعيشها الآباء والأمهات تخوفا من انتشار المخدرات وتعاطيها من بعض الشباب وأحيانا الأطفال ، إذ لا يمر يوم دون أن تعلن الجهات الاردنية المختصة عن إحباط عمليات ادخال او تهريب او اتجار .
ولأن الخطب جلل ، فإن نتائجه كبيرة هي الأخرى ، ونقرأ ونسمع عن عمليات انتحار أو سلب أو قتل أو سرقة يقوم بها شباب ربما تكون المخدرات إحدى دوافعهم أو إحدى المؤثرات عليهم ، بحيث ذهب بعضهم ضحية نفسه والكثير من الأبرياء الآمنين في سياراتهم أو طرقهم أو بيوتهم .
ما يزيد الطين بلة ، هو الحالة الأقتصادية التي تعانيها البلد ، والبطالة التي يعيشها أرباب الأسر عموما والشباب والخريجيون من الجنسين ، ويكفي أن نعلم بأن ما يقرب من 50 ألف خريج جامعي ينتقل سنويا من الجامعة إلى البطالة ليجلس بين حيطان أربعة ، وإذا قرأنا هذا المشهد جيدا فلنا أن نتصور عشرات الحكايات والقصص المؤلمة والصادمة وسط هذا الأنسداد في أفق التشغيل والتوظيف سواء في القطاع الخاص أم العام .
لقد أصبحت هذه الظاهرة مخيفة ومن يقول بغير ذلك يكذب على نفسه وعلى الناس ، وإن مكافحة هذه الآفة لا تتم بقرارات ولا اجراءات أمنية فقط ، إذ لا يكفي أن يقف الجميع متخوفين ومصدومين من قصص وحكايات المخدرات بمختلف صورها ، بل إن الأمر يستدعي وقفة وطنية جامعة تشخص الداء ليكون الدواء ناجعا وحاسما .
إننا لا نقول أدركوا الشباب ولا أدركوا المجتمع ، بل أدركوا البلد ، كل البلد .. قبل فوات الأوان .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد