استطلاع مركز الدراسات .. نتائج صادمة
لم يكن أحد يتوقع إلا " المتشائلون " ربما ، أن تخرج نتيجة استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الأخير بغير ما خرجت به وفي مختلف ما اطلق عليه الاستطلاع :" القضايا الوطنية والاقليمية " .
الاستطلاع تم تنفيذه على العينة الوطنية في الفترة من الأول إلى الثامن من آب الجاري وشمل مختلف المحافظات والأعمار ومختلف الفئات التعليمية ونشره المركز قبل ايام .
من ضمن أبرز النتائج أن 87 % من الأردنيين لا يعرفون شيئا عن قانون الأحزاب الذي أقر مؤخرا ، بينما قال 13 % إنهم "سمعوا " به، والمثير أيضا أن 94 % من الأردنيين لا يعيرون أدنى اهتمام لنشاطات الأحزاب السياسية ، وإذا أردت أن تعرف حقيقة التوجه السياسي لدى أي اردني فما عليك سوى قراءة نتيجة استعداد الناس الإنتساب للأحزاب ، حيث أفاد 2 % فقط أنهم مستعدون لدخولها ، وهو ما يكشف حقيقة يأس الأردنيين من هذه الأحزاب ، يضاف إلى ذلك إفادة 84 % من المستطلعة آراؤهم أن الاحزاب السياسية في الماضي كانت فاشلة بالمجمل ، كما بينت النتيجة معارضة لانخراط الطلاب في الأحزاب حيث عارض ذلك 67 % بينما أيد انخراطهم 33 % ، وعزوا السبب لخشيتهم من الفتن و" المشاكل " كما ورد نصا في الاجابات .
وبخصوص أهم قضية في الأستطلاع ، فإن 66 % من الأردنيين يرون بأن الأمور تسير بمؤشر سلبي ، وقد بني هذا الرأي ، وفق الإجابات ، على كثير من العوامل منها : البطالة والغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة والتخبط الحكومي في اتخاذا القرارات كما ورد في الإجابات وتردي الأوضاع الأقتصادية عموما ، بينما تصدرت أعلى سلم الإهتمام الشعبي قضايا مثل : " ارتفاع الأسعار وتدني الرواتب والفقر والبطالة وتدني مستوى الخدمات ، وهذه الأخيرة : تتعلق بالتعليم والصحة والبنى التحتية والطرق وما شابه .
واللافت في الاستطلاع هو أن نسبة 8 % فقط من الأردنيين يعتبرون أن الفساد هو أهم مشكلة ، وهي نسبة تتطلب مزيدا من القراءة والدراسة ، وهناك نتيجة لم يكن يفطن إليها إلا رؤساء التحرير والناشرون ، وهي أن الإعلام لم يعد مصدر المعلومات للناس الذين يستقون معلوماتهم من مواقع التواصل وبنسبة 53 % بينما احتل التلفزيون نسبة 36 % والنتيجة الصادمة لغير المطلعين أن المواقع الأخبارية لم تعد مصدرا للمعلومات بالمطلق ، حيث لا يعتمد عليها سوى 3 % من الجمهور وفق الاستطلاع ، اي أن زمن التجلي لهذه المواقع الالكترونية ذهب ولن يعود .
ولكي يقف القارئ الكريم على حقيقة مؤلمة أخرى ، فقد كشف الإستطلاع أن خطة التطوير الحكومية التي اعلن عنها رئيس الوزراء بشر الخصاونة لا يعرف عنها الأغلبية الساحقة من الأردنيين شيئا حيث افاد بذلك 81 % من المستطلعة آراؤهم ..
كما قلنا ، نتائج متوقعة ، ولكنها في المحصلة تظهر يأس الناس من خطط الحكومات إن لم نقل قنوطهم ، وهو ما قاله الإستطلاع الأخير بدون لف ولا دوران .
حمى الله الأردن
د.فطين البداد