العمل بالتوقيت الصيفي طوال العام
رغم استطلاعات الرأي التي أظهرت رغبة الاردنيين الإبقاء على نظام التوقيتين : الشتوي والصيفي كما يحدث كل عام ، إلا أن الحكومة حسمت أمرها وأعلنت أنه لا تغيير على التوقيت الصيفي وإن هذا القرار نهائي .
ولأن أكثر ما يشغل الناس هو التحاق ابنائهم بالمدارس ، والموظفين باعمالهم ، فإن هذا القرار لم يجد قبولا لدى الأغلبية الساحقة من المواطنين على اعتبار أن أبناءهم سيذهبون صباحا إلى مدارسهم في الظلام ، بينما لن يتمكن الموظفون من توصيل ابنائهم قبل ذهابهم إلى أعمالهم التي تبدا في الثامنة والنصف صباحا .
وقد قال فلكيون رافضون لهذا القرار : إن الشمس ستشرق في الأردن لاحقا بدون التوقيت الشتوي في حوالي الثامنة ، أو تقترب منها ، ولما كانت وزارة التربية أعلنت أن حصة الطلبة الأولى ستكون في الثامنة والربع ، فهذا يعني أن الطلاب سيخرجون من بيوتهم في السابعة والنصف على أقل تقدير ، ولأجل ذلك ، فقد قامت الحكومة باستنفار فلكييها أيضا ، الذين اعلنوا - بدورهم - أن الأمر ليس كما يصوره زملاؤهم الرافضون ، لأن الشمس ستشرق في السابعة وخمس واربعون دقيقة ، وحتى لو اختصر هؤلاء ربع ساعة مما حدده زملاؤهم ، فإن موعد الحصة الأولى تم تحديده كما قلنا في الثامنة والربع ، وثبات دوام الموظفين في الثامنة والنصف ، ما يعني - في الحالتين- : أن الموظفين والطلاب سيخرجون من بيوتهم عند " فجفجة " الضوء كما يقول القرويون ، وهو أمر عسير خاصة في الشتاء والأيام الباردة التي تحتاج تدفئة السيارة والتعامل مع بعض المعوقات الطارئة وغيرها .
ويعلق كثيرون قائلين : حسنا ، تريدون ان يذهب الطلاب الى مدارسهم في بداية انسلاخ النهار ، ، فعلى الأقل نظفوا الشوارع من الكلاب الضالة التي ستعقر بلا شك عشرات الطلاب ، خاصة وأن حوادث العقر باتت " سيرة وانفتحت " في كل بيت أردني من شمال الأردن إلى جنوبه ، بعد أن أصبح الحل العبقري هو تسليم كل مشتك قفصا حديديا على عهدته الشخصية لاصطياد الكلاب داخله ، وبعدها على هذا المواطن الاتصال بالبلدية لأخذ الصندوق ونقل هذه الحيوانات إلى مراكز أيواء ..
هكذا حلت الحكومة مشاكل الطلاب والتوقيت والليل والكلاب والدوام المبكر شتاء ، في بلد يعاني شعبه الأمرين من الفاقة والطفر وانتقال عشرات آلاف الطلبة من المدارس الخاصة إلى مدارس الحكومة التي تتكدس فيها الأجساد الصغيرة كعلب السردين ، وليس مستبعدا أنك إذا سألت الوزارة عن ذلك لقالت : " خليهم يتدفوا " .
حمى الله الأردن
د.فطين البداد