أحفاد عمر المختار

تم نشره الأحد 28 آب / أغسطس 2011 03:14 صباحاً
أحفاد عمر المختار

.. إذن : رأينا هذا اليوم َ رأي العين : إنها عيون تلمع بنشوة الفوز ، ، وقلوب تضرب كقرع طبول الإنتصار ، مزهوة فرحة ، تلك هي عيون وقلوب الثوار والشيوخ والنساء وحتى الأطفال في ليبيا المحررة ، فقد أنجزت المهمة ولم يبق إلا القليل ، وها هو الثقل العظيم الذي حط على الصدور عقودا يتبخر في الهواء كأن لم يكن من قبل ، إنه العبءالذي جثم على القلوب والعقول والوطن لأكثر من ٤٠ عاماً ، واليوم ، بات شبحاً كاريكاتوريا تافها نسمع له صوتاً دون أن نراه : لا يلبث أن يتواجد في مكان حتى يهرع إلى مكان آخر مختفياً مختبئاً هارباً من قبضة الثوار وحكم العدالة ومن مصيره المحتوم المشؤوم .
هي الثورة الليبية التي انتصرت بإرادة الشعب الليبي الحر بعد مضي أشهر عدة من النضال والإصرار على الثبات وعلى تحقيق الحريات والقضاء على الطاغية الذي حكم بالحديد والنار مدة ٤٢ عاماً ، فأذل ، وسرق ، ونهب وخرب ، لصالح مزيد من أرصدة الحرام التي يجمعها له ولأبنائه : في البنوك ، في العقارات في الشركات وفي كل بقعة من بقاع الأرض، وفي كل مكان مما لا يعلمه إلا الله ، رجل جشع مجنون لم يكن ليشبع أو يكتفي بعد أن أعماه الغرور وأفقدته السلطة توازنه النفسي والعقلي ، وها هو نظامه يتلاشى ، بينما هو – شخصيا - إلى زوال قريب .

هي ليبيا الجديدة التي لم تعد بلون راية خضراء قـُدت من خيال رجل مريض ذي نظرية ثالثة أشبه بالنكتة ، إنها تصطبغ الآن بألوان أبنائها وطموحاتهم وأحلامهم في أن يبنوا مستقبلا أكثر إشراقاً ويغرسوا عدالة أكثر زهوا ويُعلوا كرامة ومجدا أعلى سؤددا .

لم تكن لحظة سقوط هذا النظام المتخلف ، إلا البداية لعملٍ جادٍ وشاق : فالليبيون يستلمون وطناً منهكاً متعباً وعليهم مسؤولية إعادة تأسيسه وبنائه بعد أن عبثت فيه يد الطاغية وأيدي أبنائه.
هي لحظاتٌ مصيرية في تاريخ الشعب الليبي : فإما أن ينتقلوا بليبيا - بعزيمتهم وعلمهم وصبرهم - إلى دولة ديموقراطية مدنية غنية، وإما أن ينزلقوا نحو مهاوي الحقد والانتقام ، فتنتشر العصابات المسلحة في الشوارع وتبدأ عمليات النهب وسرقة الممتلكات العامة والخاصة فتعم الفوضى والخراب والدمار، وبهذا يكون الليبيون قد حققوا ما حلم به وتمناه وهدد به وراهن عليه " الزعيم الليبي " كما كان يحب أن يطلق عليه في الإعلام : ذلك " الزعيم - الزنيم " الذي استقدم المرتزقة لحمايته وقتل شعبه ، والذي وصف شعبه بالجرذان والحثالة واتهمهم بالارهاب والكفر، ولم يخاطبهم يوماً بشعب ليبيا العظيم ( كما قال مواطن في جردة حساب تلفزيونية ).
..
إنها بداية معركة الليبيين الحقيقية : معركة الحسم ، معركة النجاح ببناء وطن العدالة والحرية والديموقراطية في مجتمعٍ يسوده الإخاء ويحكمه القانون وتضبطه الأخلاق.
الثوار ماضون نحو تحقيق غايتهم في تحرير ليبيا كاملةً : " شبر شبر/ دار دار/ زنقة زنقة " ماضون نحو هدفهم الرئيس المتمثل هذا الأوان بإلقاء القبض على معمر القذافي وتقديمه إلى محاكمة عادلة تقتص منه فيـُساق إلى المكان الذي يستحق خلف القضبان في زنزانة معتمة حيث هلوسته وجرذانه .
على الشعب الليبي اليوم استحقاق رئيس : إكمال المشوار ، ومتابعة مسيرة النضال والوقوف صفا واحدا وكتفا بكتف في مواجهة كل العقبات والتحديات سواء الداخلية أو الخارجية وتجاوزها وتفاديها، لأن الذي يجمعهم أمر يشتركون فيه جميعا : هو حبهم لليبيا : ليبيا الجديدة، الملونة ، ليبيا المستقبل التي ستكون في ثورتها وانتصارها وبنائها وتطورها درساً للأمم عبر التاريخ.
هنيئاً لكم ثورتكم .
هنيئا لنا ثورتكم .
هنيئا لكل شعوب الدنيا المتطلعة إلى الحرية انتصاركم المؤزر .
هنيئاً لكم بداية النصر .
ومرحى لكل من سيقود ليبيا نحو الأمن والسلام والاستقرار .
ومرحى لكل من سيعمل على نهضة ليبيا وعمرانها وازدهارها .
وداعاً للقمع والفساد والدكتاتورية..
وداعاً لحقبة القذافي المعتمة المظلمة الظالمة ، وألف أهلا بمستقبل يرسمه هؤلاء الأشاوس ، الغيارى ، الأحرار ..
أبناء ليبيا الحرة : أحفاد عمر المختار .

د. فطين البداد       

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات