القائد المغوار الممانع المقاوم !
هو القائد المغوّار ، الذي في عهده حلَّ الأمن والأمان ، وفُتحت أبواب الاستثمار ، وشُيّدت المشاريع الكبرى ، وتأسست المصارف الخاصة، فعاشت سوريا انتعاشاً اقتصادياً وحققت تقدماً علمياً مشهودا ، فبُنيت المدارس والجامعات الخاصة التي تدرس أهم وأحدث المناهج التعليمية ، ويتخرج منها سنويا العلماء ورواد الفضاء والعباقرة ، وتم الاهتمام بحرية الصحافة والاعلام ، وغدت الثقافة جزءا من يوميات المجتمع المحلي، وأضحت الديمقراطية أساسا للعمل السياسي ، وأصبح للمجتمع المدني والجمعيات الأهلية مكانتها ودورها في النهوض بالمجتمع السوري، وأصبح للمواطن السوري دور في بناء وطنه من خلال حرية الكلمة والتعبير ومن خلال القدرة على الفعل والممارسة، فعاش الشعب السوري في رخاء ورفاهية يحسده عليهما العالم بأسره .
هذا ما يظنه بشار الأسد عن نفسه وعن ما حققه خلال فترة توليه الحكم، هو الذي ورث الحكم عن أبيه في دولة تسمى زورا " جمهورية " تعتمد الترشح والانتخاب ، كما ورث نظام البعث البائس الفاسد، وورث القمع والقتل والدم أداةً لإدارة الشعوب.
أو هذا، على الأقل، ما يوحي إليه به من هم حوله من حملة المباخر ، وماسحي الجوخ والاحذية : فهو " الشاب الطبيب الأنيق العصري الذي يقود البلاد بروح الشباب ويسعى جاهداً للنهوض بوطنه وشعبه. " .
هو القائد المغوّار الممانع المقاوم ، الذي يدعم حركات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ، وهو الذي لم يحرك جندياً واحداً نحو الجولان السورية المحتلة ، بل وجّه جيشه بقضه وقضيضه نحو شعبه الأعزل الثائر ضده وضد نظامه وظلمه وديكاتوريته ، فأحرق ودمر وقتل واعتقل وعذب أبناء سوريا الحرة ، بلد التعددية السياسية والفكرية والثقافية، بلد المعرفة والعلم والجمال.
سوريا اليوم ، وبعد عقود طويلة من حكم الأسد الأب وابنه " الشبل " ، تحتل المرتبة ١٥٠ في مؤشر الشفافية العالمية لعام ٢٠٠٩ من أصل ١٨٠ دولة في العالم.. وجامعاتها التي كانت في الماضي تنافس أرقى الجامعات العربية تحتل اليوم المرتبة ٧٣ عربياً والمرتبة ٥٩٠٠ عالمياً.. كما نجدها تحتل المرتبة ١٦٥ في مؤشر حرية الصحافة من أصل ١٧٥ دولة.
أما بالنسبة لمؤشر الحرية الاقتصادية فقد احتلت سوريا المرتبة ١٤٠ عالمياً من أصل ١٨٠ دولة لتكون كل من جيبوتي وموريتانيا أكثر حرية – اقتصادية - من سورية.
وهي في مؤشر الديمقراطية في المرتبة ١٥٢ من أصل ١٦٧ دولة حيث تقدمت على السعودية وليبيا فقط من الدولة العربية فكانت كل من أفغانستان وأريتريا وكوبا أفضل منها.
وسوريا في المرتبة ١٢٨ عالمياً حسب تقرير جلوبال فايننس عن عدد مستخدمي الانترنت حيث أن هناك ١٨ مستخدما للانترنت فقط بين كل ١٠٠ شخص في سوريا..
ونسمع دائماً مقولة أن سوريا من أكثر بلدان العالم أمناً، بينما هي تحتل المرتبة ١١٥ عالمياً في الدول الآمنة بحسب تقرير جلوبال فايننس.
وبالنسبة لأسعار العقارات فالكل يعرف أن أسعار العقارات مرتفع في سوريا وبأن دمشق تحتل المرتبة الثامنة عالمياً ولا يسبقها من الدول العربية غير دبي..
هذا هو الإصلاح الذي وعد وتغنى به الأسد الابن على مدى ١١ عاماً هي مدة حكمه.. هي الإصلاحات التي ما فتئ يعد بها في خطاباته الرنانة منذ بداية اندلاع الثورة الشعبية في سوريا في آذار الماضي والتي نشهد يومياً نتائجها على الأرض.. ولعلَّ آخر هذه الاصلاحات الحملة الشرسة على مدينة حمص التي يذهب ضحيتها يومياً المئات وآخرهم عشرون طفلاً خُدجاً، ربما رأى فيهم مشروعاً ارهابياً فآثر القضاء عليه في مهده قبل أن ينمو ويكبر!!.
بأي شريعة إنسانية وبأي دين يُقتل الطفل منذ ولادته، وبأي ضمير يقتل القائد شعبه، وبأي حق يسرق ثروات بلده ويهجّر أبناءه؟؟ .
ثم وعندما تنتصر إرادة الشعوب وينتصر الحق ويأتي وقت القصاص يأتيك من يدافع ويقول بأنه رمز وأنه زعيم عربي ولا تليق به هذه النهاية وهذا المصير!!.
عن أي مصير يتحدث هؤلاء ، ودموع الأمهات لم تجف ودماء الأطفال والنساء والشباب ستبقى دينا في عنق كل حر ذي ضمير حي ، في زمن ماتت فيه المروءة والحمية إلا من رحم ربي .
د. فطين البداد