كيف نكون أصدقاء لسوريا ؟

تم نشره السبت 25 شباط / فبراير 2012 09:34 مساءً
كيف نكون أصدقاء لسوريا ؟

جاء البيان الختامي الذي أصدره من يدعون أنفسهم (أصدقاء الشعب السوري) مثاراً للسخرية ومخيباً لآمال وتوقعات الجميع وأولهم وعلى رأسهم بالطبع (الشعب السوري الشقيق) الذي هو وحده من يدفع الفاتورة يومياً من دماء وأرواح أبنائه - شهداء الحرية والكرامة -.

كنا نترقب وبآمال عظيمة نتائج هذا المؤتمر الذي استضافته تونس الخضراء- أولى الدول العربية التي استطاعت نيل حريتها وحققت انتصارا لثورتها وتعمل اليوم على بناء ديمقراطيتها - والذي جمع ٧٠ دولة ومنظمة دولية وإقليمية..
إلا أن ما شهدناه وسمعناه على لسان الدكتور رفيق عبد السلام وزير خارجية تونس وهو يقرأ البيان الختامي للمؤتمر لم يتعدَّ كونه مجرد استهلاك لنفس الكلام والمطالب المكررة التي سمعناها مرات عديدة في المؤتمرات المتعددة التي عُقدت من أجل الأزمة في سوريا بدءًا من اسطنبول لباريس لواشنطن للقاهرة..
كلامٌ ملت الآذان من سماعه وآن الآوان ليترجم أفعالاً ملموسة على أرض الواقع.

إن ما قاله وزير الخارجية التونسي، الذي ما فتئ يلقن المعارضة السورية دروساً في النضال والوطنية والعمل السياسي، إنما يتضمن - في معناه - أن لا ينتظر الشعب السوري من العالم المعجزات، وهو ما يعد بحد ذاته خرقاً لأهداف هذا المؤتمر الذي أطلق على نفسه اسم (أصدقاء الشعب السوري) وإذ به يطلب من أصدقائه عدم توقع الكثير وعدم انتظار المساعدة من أجل حقن دمائهم وحماية أبنائهم وتخليصهم من العنف والقصف الوحشي الذي يتعرضون له يومياً.. عنفٌ أقل ما يمكن أن يقال عنه : إنه يرقى لجرائم ضد الإنسانية.
هو حقدٌ وثأر للنظام السوري ضد شعبه الذي خرج عن صمته وخوفه فما كان من هذا النظام إلا أن شحذ كافة عدته وعتاده من أجل القضاء عليه صلفا وتشبثا بكرسي الحكم حتى ولو على الأشلاء.

لقد أخفق مجلس الأمن باتخاذ قرارٍ يندد بالعنف الممارس ضد السوريين ، جراء الفيتو المزدوج ، ولعلَّ في دعوة مؤتمر ( أصدقاء الشعب السوري) لكل من روسيا والصين لحضور المؤتمر ثم رفضهما الدعوة هو أكبر إشارة لما كان سيتمخض عن هذا المؤتمر من نتائج .
..
لقد أخفق مؤتمر (أصدقاء الشعب السوري) في تحقيق تطلعات الشعب السوري والعربي ، لا بل كان دافعاً إضافيا للنظام ليقوم بمزيد من القتل والهروب إلى الأمام .

لقد بات واضحاً للجميع أن المجتمع الدولي لا ينتهج خطا واحدا لأسباب إقليمية وداخلية لم تعد تخفى على المراقب رغم ما نسمع من تصريحات " حامية " النبرة ، مُطفأة الوَهَج .

إن الصداقة الحقيقية للشعب السوري لا تكون بعقد المؤتمرات والاجتماعات ، بل بالمواقف العملية الفورية .. ولعلَّ الأطباء والممرضين الأردنيين الذين وقفوا على الحدود مع سوريا مطالبين بالسماح لهم بالدخول لعلاج المرضى والجرحى ، هم وأشباههم " أصدقاء للشعب السوري " وليس من يتنحنح ليقول " شعرا " في الدماء النازفة من داخل قاعة تضج بالعطور الفرنسية .

د. فطين البداد       

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات