سوريا والصمت الدولي
يستمر النظام السوري وأزلامه بدءاً من رأس النظام بشار الأسد وصولاً إلى الشبيحة المرتزقة في الشارع بممارسة أبشع أنواع القتل والتعذيب والتمثيل بالجثث من خلال مجازر لا أتوقع أن يكون آخرها مجزرة حي كرم الزيتون في حمص ومجزرة إدلب اللتين ذهب ضحيتهما عشرات القتلى من النساء والأطفال .
إن تفاصيل هاتين المجزرتين مخزية بكل معنى الكلمة، حيث تظهر فيهما رغبة النظام الأسدي في الانتقام من السوريين والتنكيل بهم بشكل بربري وحشي مستخدماً أبشع وسائل القتل والتعذيب : حيث اغتُصبت النساء أمام أعين أطفالهن وقُتل الأطفال أمام أعين أمهاتهم بجز أعناقهم أو بطعن مختلف أنحاء أجسادهم الغضة ، وبإحراق الجرحى وكل من تصله يد الإجرام الدموي البغيض وسط صمت دولي مريب .
هاتان المجزرتان وما سبقهما من ممارسات بمثابة مرآة لما يعتمل في نفس وروح " خبيثة " تسعى لتفجير حرب طائفية وقودها كل سوريا بناسها وشجرها وحجرها .
ولأن نظام الأسد يعتاش على البلطجة والتشبيح والكذب فإنه قام بأفعاله هذه بعد سويعات من تصريح كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى دمشق، حول أنه " متفائل " ، وهوالتصريح الذي أطلقه عنان بعد لقائه الرئيس السوري .
وكما قلنا : فإنه ومن خلال المجازر التي ترتكب بحق طائفة معينة فإن النظام يراهن على الحرب الطائفية ، ويدرك المرء حقيقة ذلك وبدون أي لـُبس عندما يمحص التفجير الأخير ويقرؤه بعين المراقب المطلع ، حيث إن منطقة الإنفجار تضم أغلبية مسيحية ويريد النظام الإيحاء للأخوة المسيحيين السوريين بأنهم مستهدفون فلا يجدون بدا من التعسكر بمعسكره والوقوف إلى صفه .
ويجد المراقب أيضا أن كل تفجير في العاصمة دمشق يسبق أي محاولة لتدخل دولي من شأنه أن يفضح المستور ، كما حدث في الإنفجارين اللذين سبقا وصول بعثة المراقبين العرب، وكذلك ما حدث في يناير من العام الحالي قبل الإعلان عن تقرير بعثة الجامعة ، أما الإنفجاران الأخيران فيسبقان وصول فريق المراقبين الفنيين التابع لكوفي عنان.
لقد بات تدخل المجتمع الدولي ضرورةً قصوى ، وإذا لم يفعل ويتخذ موقفاً عمليا فإن الثمن سيكون باهظاً والنتائج ستكون وخيمةً ليس على السوريين وحدهم بل على المنطقة بأكملها، فها هي إيران تعلن وبكل وقاحة بعد مجزرة كرم الزيتون دعمها
الكامل لبشار الأسد، واللبيب من الإشارة يفهمُ!! .
د. فطين البداد