حكم الإسلام للعالم
هناك نشرات وفيديوهات ودراسات وبرامج علمية منشورة عيانا وعلى الانترنت تتحدث عن " تغير الخصائص السكانية للعالم " وهي قضية باتت تشكل قلقاً وذعراً لدى أميركا وأوروبا وأيضاً كندا وروسيا ..
استوقفني فيلم قصير يقدم لنا قراءة أن : أي حضارة ، و لكي تستطيع الاستمرار لأكثر من 25 عاماً فإنه يجب أن يكون لها معدل تكاثر سكاني بمقدار ٢،١١ وأن أي معدل أقل من هذا سيؤدي إلى تقلص هذه الحضار وبالتالي اندثارها ..
لكن لماذا تثير هذه القراءة العلمية قلق ومخاوف الغرب؟!! ..
وفقاً للأبحاث التي أُجريت في عدد من الدول الغربية ، فإنه - وبناءً على الإحصائيات المقدمة عن معدل الازدياد الطبيعي للسكان في دول أوروبا - تبين أن هناك تراجعا تدريجيا ، حيث يصل معدل الزيادة الطبيعية في أوروبا كلها إلى ١،٣٨ مما يعني - حسب المعطى العلمي الإحصائي - انحسارا للحضارة الأوروبية الأمر الذي سيؤدي في النهاية - وخلال سنوات قليلة - إلى اختفاء أوروبا التي نعرفها اليوم من الوجود..
لكن، وبحسب معطيات مبنية على " أرقام " ، كون الرياضيات هي الحقيقة غير القابلة للتشكيك في العلم الحديث ، فإننا نجد أن التعداد السكاني لأوروبا لا يتناقص في الواقع ، بل على العكس هو في تزايد مستمر ، وذلك بسبب ما يطلق عليه " الهجرة الإسلامية " : حيث يعود سبب ازدياد عدد السكان في أوروبا منذ عام ١٩٩٠ لغاية الآن ، إلى هذه الهجرة .
ولو قرأنا المشهد إسلاميا ومسيحيا مثلا ، وهو ما تقرؤه كل الدراسات محددة هذين الدينين العظيمين كمثال ومقارنة ، فإننا نجد جنوب فرنسا، مثلاً، - وهي واحدة من أكثر الأماكن المزدحمة من حيث عدد الكنائس في العالم – نجدها تضم اليوم أعلى نسبة مساجد فاق عددها عدد الكنائس الموجودة .
ولوجدنا – أيضا أن ٣٠٪ من أطفال المنطقة ممن هم دون سن الـ ٢٠ وأقل مسلمون..
أما في المدن الكبرى مثل: نيس ومارسيليا وباريس فإن هذا الرقم وصل إلى ٤٥٪.
وفي عام ٢٠٢٧ فإن واحدا من كل ٥ فرنسيين سيكون مسلماً وخلال ٣٩ عاماً فقط ستصبح فرنسا جمهورية إسلامية.
هذه الحقائق لا تنطبق فقط على فرنسا بل تمتد لتشمل كل أوروبا، فحالياً : هناك ٥٢ مليون مسلم في القارة " العجوز " وما حولها ، وبحسب الحكومة الألمانية فإن هذا العدد سيصل إلى الضعف خلال ٢٠ عاماً فقط أي ١٠٤ مليون نسمة.
حتى في كندا وأميركا فإن القصة متشابهة، ففي عام ١٩٧٠ كان هناك ١٠٠ ألف مسلم في أميركا..أما اليوم فيوجد أكثر من ٩ ملايين مسلم وخلال ٣٠ عاماً من الآن فسيكون هناك ٥٠ مليون مسلم أمريكي .
هذا التغير الديموغرافي سيؤدي بالنتيجة إلى تغيير في بنية وطبيعة المجتمعات الغربية، مما يثير قلق هذه الدول من سيطرة المسلمين عليها بسبب الارتفاع المتزايد في أعداد المهاجرين المسلمين ، وهو ما
دفع بالأوروبيين إلى التحذير من هذه الحقائق والبحث في أسباب الهجرة وحث الأمريكيين على التصرف بسرعة، وكله من أجل الخلاص من هذه الظاهرة التي ستؤدي في الأعوام القليلة القادمة إلى أن يكون الإسلام هو الدين السائد في العالم كله.
ولعلَّ وقوف الدول الأوروبية وكذلك أميركا إلى جانب الشعوب العربية اليوم ودعمها لثورات الربيع العربي ضد الأنظمة الديكتاتورية التي تحكمها ، وضد أساليب القمع والاستبداد والاستغلال وضد سنوات الجوع والفقر والبطالة والمحسوبية والفساد التي دفعت بأبنائنا إلى ترك أوطانهم والهجرة إلى وطنٍ بديل يحققون من خلاله أحلامهم ويبنون مستقبلهم ويؤسسون عائلاتهم : هذا الموقف الغربي ما هو إلا أحد الحلول ( ليس كلها بالطبع ) التي من شأنها أن تحد من الهجرة إلى أميركا وأوروبا ، ولا يعتبرنّ أحد ٌ هذا الكلام مبالغة وتهويلا .
نقول ذلك : لأن وطناً مستقراً آمناً مزدهرا يحقق طموحات وتطلعات أبنائه، هو الوطن " الحلم " الذي يتمناه أي مواطن عربي ومسلم ، فإن تحقق له هذا الوطن " الغائب " يكون خيار الهجرة عندها آخر الخيارات ، ومن شأن ذلك أن يريح الغرب القلق و " يبرد " أعصابه ، وبالتالي تقضي أميركا وأوروبا على شعور " الإسلام فوبيا " الذي يقض مضجعها .
أرى ذلك وأجاهر به هنا ، إذ لا يمكن أن نغفل الفرضيات كلها ولا الوقائع جميعها ، فدوائر الإستراتيجيا في العالم الأول لا تخطط مثلنا في دولنا المتخلفة ، بل تنظر إلى ما وراء الأكمة ولعقود وعقود ، وهذا هو أحد مخرجاتها الذي لا يجوز إغفاله ، لان ظاهرة أن يطغى الإسلام كدين على العالم يعني نهاية لأميركا وأوروبا ، ليس على صعيد الجغرافيا طبعا ، ولكن على صعيد القوة والمنعة وقيادة هذه السفينة المضطربة التي ندعوها : الأرض .
د. فطين البداد