الحاقدون على الربيع !

تم نشره الأحد 06 أيّار / مايو 2012 02:56 صباحاً
الحاقدون على الربيع !

تتسع دائرة الموت في منطقتنا العربية وتعم هذا الأوان مختلف الاقطار التي شهدت ثورات أو تلك التي تشهدها ، لدرجة اعتادت على وقعها الأذان ، وعلى حمرتها القانية العيون ، وعلى فهمها الألباب والعقول ، بل إن استمراءنا لصوت الموت ومعناه وفعله وحديثه أفقد القلوب رحمتها ووجلها بعد أن فقدنا إنسانيتنا التي هدرها حكامنا منذ أحقاب وأحقاب ، وأجيال وأجيال .

 

لقد بات مشهد طفل مقتول ، وجسد مسحول ، ووجه مهشم ، وضلع محطم ، مشهدا يوميا لا حراك فيه ، وكأن أحدنا استحال إلى بشر قــُــد ّ من صخر جامد لم يحطه السيل من عل .

 

باتت مشاهد الموت عادية ..

 


عادية جدا للأسف ..

يزيد الطين بلة ، أن يخرج متفذلكون ومن يطلق عليهم " محللين " بتشخيص ينضح منه السم الزعاف ، حينما يقولون : إن هذه الفوضى وهذا العنف وهذه الأحداث ليست ربيعا عربيا ولا ما يحزنون ، بل هي دمار وانهيار للوطن العربي برمته ، يجري وفق سيناريو مخطط من أجل إضعافه وإضعاف الجيوش العربية وإشغال العرب بحروب " دونكوشوتية " ليأكلهم الضعف والوهن ، وبالتالي يتم السيطرة عليهم من أجل إسرائيل ، ولا أحد سواها !!!.

 


هكذا يقول لنا الجهابذة العظام هؤلاء ، متناسين عامدين متعمدين بأن هذه الأنظمة ، أو التي تم الإطاحة بها ، أو تلك التي هي في طريقها للسقوط ، هي من حمت إسرائيل عبر السنين الفائتة ، وهي التي بجبنها واستخذائها مكنت هذه الإسرائيل مما هي فيه الآن من جبروت وصلف ، وما استقرار الجولان بدون أي إطلاق نار ، وتدمير ما قيل عن أنه مفاعل نووي ، وتحليق الطائرات فوق قصر بشار ، وأيضا ما هدوء سيناء وحصار غزة وإغلاق رفح ، وما كشفته وثائق عن أن مبارك كان ينوي تحويل مجرى النيل ليصب في إسرائيل ، إلا أمثلة " دامغة " عن أن النظام الرسمي العربي ، أو بعضه لكي لا أظلم ، كان سبب الإنكسار والدمار ، والتزلف والتخلف ، والإنسياح والإنبطاح في أحضان إسرائيل التي يقولون لنا إن الربيع العربي مؤامرة منها أو من أنصارها في الشرق والغرب ، وهو كلام فارغ تروجه ذات الأنظمة بذات الأقلام والألسن ، وبنفس الأسلوب الذي عفا عليه الزمن ولم يعد ذا معنى في القرن الحادي والعشرين .

 

أما اتهام أن تكون القوى الغربية هي التي أوقدت شعلة الربيع فهذا له حديث آخر ، وسنقف عليه بتفاصيله في مقال قادم ، ولكن يعنينا هنا أن نشير أن تأييد الغرب للربيع العربي يجيء من باب رغبة الغرب في حل الصراع مع إسرائيل حفاظا على مصالحه ومصالحها ، من هنا أيد الربيع وبدأ يستثمره للضغط على إسرائيل لتقبل بحل الدولتين فيربح الغرب أمرين : حفاظه على إسرائيل معترف بها من كافة دول العالم ، وحفاظ ما تبقى من ماء وجهه حيال العرب والمسلمين وعدائهم له المستأصل في القلوب والحناجر بفعل انحيازه الأعمى للدولة العبرية منذ تأسيسها إلى الآن ، فيربح استثمارات ومواطئ قدم وخلاف ذلك من خفايا الإستراتيجيا الدولية الخفية منها والمعلنة .

 


لقد بات الأمر ملحا أن نفهم أن الربيع العربي بدأ يتفتح بشبابه وشاباته وقواه الحية ، وأن الأنظمة التي سقطت ، أو التي هي آيلة للسقوط لم تكن ، ولن تكون يوما إلا راعية للمصالح الإسرائلية ولبقاء إسرائيل وليس العكس .

 

 

 


فطين البداد

                                                                                          fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات