الأسد أمامكم ونحن من ورائكم
تزداد وتيرة العنف يوماً بعد يوم من قبل النظام الأسدي وجيشه ضد الشعب السوري والمدن السورية : فالدبابات لا زالت تهدر على أجساد المدن والناس والحرمات ، والقناصون لا زالوا يتمتعون باصطياد طرائد بشرية لا يعنيهم أكانت نساء أم أطفالا ام رجالا ، المهم : أن لا يتحرك أحد ، وأن لا يعبر الشوارع والأزقة لا شارد ولا وارد .
كنا نرى مجزرة بعد هدنة مقصودة من القتل الجماعي الجبان ، وبتنا – راهنا – نرى مجزرة في كل وقت وفي كل حين .
فيا أيها السوريون : صبرا فإن موعدكم نحن ، ومن نحن يا رعاكم الله : ..
إننا نحن العرب : إخوتكم وملاذكم وعزوتكم في مصابكم الجسيم ، وحالكم الأليم .
ألم تشهدونا نخرج عبر القنوات التلفزيونية مستنكرين منددين تقدح عيوننا شررا ، وألسنتنا دُررا ؟؟ .
ألم تروا كم اجتماعاً عقدنا للبحث في شأنكم ، وكيف أننا أحرقنا البخور ووفينا بالنذور من أجل عيون أطفالكم ؟؟ ..
ألم تروا بأم أعينكم كيف طردنا ممثل بشار في الجامعة العربية، وكيف صافحنا بكل فتور ممثلها في الأمم المتحدة؟!.
ألم تروا دموعنا تذرف بغزارة عليكم لتغسل كل الدخان الاسود الذي يلف سماء مدنكم وقراكم ؟؟ ..
ألم تروا - أيها الأخوة – بأم أعينكم - وجوهنا المعذبة ، وحواجبنا المقطبة ؟؟ ..
ألم تقرأوا لوعتنا عليكم و تطلعوا على قصائدنا التي نظمناها عن صبركم وبسالتكم على بحور شعر جديدة ، وإيقاعات فريدة ؟؟ ..
ألم تصلكم الأسلحة والأدوية والأغذية ؟؟ ..
ألم تستريحوا في الفنادق التي أنشأناها لكم في المطارات ومراكز الحدود حتى نضمن حق عودتكم ؟؟ .
لا تظنوا يا أهلنا في سوريا أننا تخلينا عنكم ، فلقد بذلنا الغالي والنفيس في سبيل حريتكم وأمنكم وسلامتكم..
لا تعتبوا علينا أو تستهينوا بنا وبتضحياتنا وتعبنا وسهرنا على الأرائك ننظر كيف تقتلون ، و " نبحلق " كيف تذبحون !!..
هنيئا لكم بنا إخوة أعزاء عليكم أصحاب نخوة وحمية ، وغضبة مُضـَرية .
لأننا كذلك ، فإن بشار أجبن من أن يقتلكم ، واقل شأنا من أن يطلق عليكم مدافع ماء .
أصبروا أيها الأعزاء ، فالأسد أمامكم ، ونحن من ورائكم ، وليس لكم والله إلا الصبر والثبات .
لا قوة إلا بالله ! .
فطين البداد
fateen@jbcgroup.tv