عصابة الأسد الإرهابية
يتهم (نظام الأسد) وزبانيته وأزلامه وشبيحته بعض وسائل الاعلام التي تنقل الأحداث في سوريا وتعرض فيديوهات لقمعه المفرط وضربه وقصفه العنيف للمدن والبلدات السورية بالقذائف والصواريخ، يتهمها بـ " الاعلام المغرض " ويصف ما تعرضه من صور وفيديوهات بـ " المفبركة " معللاً أن سورية تتعرض إلى مؤامرة كونية وأنه سيسحقها ويطهر البلاد من العصابات الإرهابية الموجودة فيها..
لكني – كمراقب - أعيب على هذه القنوات الفضائية الإخبارية (المُغرضة ) استخدامها لعبارة ( نظام الأسد) بينما هو " عصابة إرهابية " :
أي قيادة هذه التي ترد على مطالب شعبها الإصلاحية بالرصاص والمدفعية والدبابة والمروحية ؟ وأي نظام حكم هذا الذي يقتل الأطفال ويعتقلهم ويعذبهم ويشردهم وييتمهم، أي نظام هذا الذي يغتصب رجاله النساء أمام أعين أزواجهن وأطفالهن ؟؟ .
أي نظام يقتل شباباً يدافعون عن أعراضهم ووطنهم وترى أجسادهم جثثاً ملقاة على قارعات الطرق والرصاص ينهمر فوقها كالمطر .؟؟
أي نظام هذا الذي يسحب قواته ودباباته وترسانته العسكرية من على الحدود في الجولان ليحارب بها شعبه الذي نادى بالحرية.؟؟.
أعيب على هذه الوسائل الاعلامية استمرارها في استخدام عبارة ( الجيش النظامي ) عن أزلام الأسد وشبيحته وهو جيشٌ يقصف البيوت ويدمر الأحياء والأرياف والمدن السورية.. جيشٌ لا يفرق بين طفل وشاب ورجل وإمرأة ، . جيشٌ يوجه أسلحته وعتاده نحو أبناء شعبه بدلاً من الدفاع عنه وحمايته.
أي جيشٍ هذا الذي يمتلك كل هذا العتاد من الأسلحة المتطورة فيهزمه الأبطال الحقيقيون في الجيش الحر وفي أكثر من موقع رغم بساطة أدواتهم وإمكانياتهم ، لكنهم - بفضل قوة إيمانهم وإرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تقهر - ينتصرون في دفاعهم عن شعبهم وأرضهم من الطاغية وعصابته الإرهابية : إرهاب وأسلحة متطورة تُهزم في مواجهة إيمان وعزيمة وإصرار على تحقيق النصر أو الشهادة.
أعيب على وسائل الاعلام وصفها لشهداء سوريا بالقتلى وهم يموتون دفاعاً عن حقهم في العيش في أوطانهم بحرية وكرامة.
أبطال الجيش الحر وثوار سوريا الأحرار هم الذين سيحققون النصر لبلادهم ويعيدون بناء وطنهم ويغسلون دماء شهدائهم ويعيدون الكرامة لشعبهم ويحققون الحرية المنتظرة : لا يعولون على الدول العربية ومساعداتها، ولا على الدول المجاورة وخطاباتها ، ولا على مجلس الأمن وتنديداته ، لا يقف في وجههم " فيتو " روسي أو صيني ولا يعنيهم ذلك بالاساس : فهم ماضون في مسيرتهم النضالية وثورتهم حتى النهاية بإسقاط عصابة الأسد الإرهابية ومحاكمة مجرميها ومعاقبتهم.
أفراد الجيش الحر وثوار سوريا الأحرار هم شعب سوريا الحضاري بكل موزاييكه الملون من طوائف وعرقيات وديانات، يعيشون على أرض سوريا منذ آلاف السنين بانسجامٍ وتفاهم أبناء وطن واحد ، وطن يؤمنون به وببعضهم وبمستقبلهم وتحدياتهم ، يتجاوزون الخلافات ويحلمون ببناء وطن حر مزدهر يتسع للجميع.
لكل من يروج لحرب طائفية ولكل من يبث الذعر والخوف في نفوس الأقليات من مسيحيين وعلويين ودروز واسماعيلين وأكراد وغيرهم ، وكل من يسأل عن مصير الطائفة العلوية بعد سقوط عصابة الأسد الإرهابية ، يبشرهم هذا الجيش الحر الذي لم يفرق في الدفاع عن شعبه بين سني وشيعي وعلوي ومسيحي بالوطن الحر المتعدد ، وبعيش آمنٍ وبسوريا وطنا للجميع يتساوون فيه في الحقوق والواجبات.
حربهم لم تكن ضد طائفة بعينها ، لم تكن ضد العلوية أو الشيعة وهم لا يهددون المسيحية والدروز... حربهم ضد طاغية ، ضد عصابة أسدية إرهابية لم تفرق في قصفها للمدن والأحياء السورية بين مؤيد ومعارض ، وبين مسيحي ومسلم ، وبين سني وعلوي : الكل سواسية أمام آلة قمعهم وجبروتهم وغضبهم الممزوج بالخوف والذعر..
عصابة أسدية إرهابية تمثل إيران وتمثل مشروعها الكبير في استعادة أمجاد الفرس وسيطرتهم على المنطقة، فما هذا الأسد وعصابته وحسن نصر الله وعصابته إلا ممثلين لهذا المخطط الفارسي الموغل في القدم : هو ثأر فارسي لم تستطع أن تمحو آثاره السنون، وهدفٌ تبذل إيران كل قواها في سبيل تحقيقه : هم يرون في أنفسهم خلفاء لدولة الفرس العظيمة التي استطاع العرب القضاء على جبروتها واستطاعوا إسقاط اسطورة الامبراطورية الفارسية وإلى الابد ، فأنى لهم أن يعيدوا بناء الأسطورة والعرب في المرصاد والتاريخ والمستقبل بين أيديهم.
د.فطين البداد
fateen@jbcgroup.tv