جمعة إنقاذ الوطن
تم نشره الأحد 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 10:43 مساءً
جمعة " إنقاذ الوطن " التي دعت إليها ونظمتها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، وحمل المتظاهرون فيها لافتات تطالب بالإسراع بالعملية الاصلاحية واتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من أساء للوطن وعرض شعب الأردن للفقر والجوع ، وهي أبرز مطالب ما انفك المعارضون يرفعونها منذ بدء عملية الإصلاح للآن ، كانت ، ولا زالت ، محط سجال حامي الوطيس بين مؤيد لها أو رافض ، وبين مؤيدٍ للحكومة السابقة ( ستكون سابقة بعد أيام ) ومعارض لها كذلك .
وما بين مسيرة التأييد والولاء التي ألغيت ومسيرة المعارضة ، والخلاف حول أعداد المشاركين في الأخيرة يبقى استقرار الوطن وأمنه وأمانه هو الهدف الأولى وتبقى الحرية والعدالة المنشودة ووحدة المطالب حول عملية الإصلاح هي الأساس .
لا تدعونا نغرق في جدال النعم واللا، ولا تدعوا مطالبنا في تحقيق العدالة ومحاربة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة من مؤسسات الدولة ومحاكمة كل الفاسدين والمفسدين تتحول إلى صراع داخلي بين أبناء الوطن الواحد فنخسر بذلك أنفسنا ، ولا سمح الله ، وطننا.
لقد وجدت وأنا أتابع أحداث ( جمعة إنقاذ الوطن ) عبر المحطات الفضائية وعبر المواقع الالكترونية الإخبارية بأن كل ما كان يشغل البال هو : هل نجحت جماعة الإخوان المسلمين في حشد أكبر عدد من المتظاهرين ؟!
هل كان العدد خمسين ألف متظاهر أم أن الساحة ضيقة ولا تتسع لتجمعٍ أكثر من عشرة آلاف متظاهر على أبعد تقدير .. ..
هل هذا ما يشغل بال جماعة الإخوان المسلمين؟ وهل هو ما يؤرق وتراهن عليه الحكومة ؟..
هل نسينا أن الأردن بكل إمكانياته وموارده القليلة بلدٌ يتسع للجميع لأهله وناسه وللمحتمين به واللاجئين إليه ؟ .
ولماذا يلعب الاعلام العربي اللعبة ذاتها بإيصال ما يريد إيصاله وتوجيه الرسالة في الاتجاه الذي يخدم مصالح مؤسساته والدول الداعمة له ؟ .
إن الرسالة الأهم التي يجب أن نفهمها جميعنا أن أمن الأردن واستقراره هو غايتنا، إلا أن هذا لا يعني التخاذل عن رفع الصوت عالياً للمطالبة بحقوقنا ورفع البلاء عن أبنائنا واسترجاع أموال دولتنا المنهوبة من قبل طغمة من الفاسدين لا همَّ لهم إلا تحقيق مصالحهم الشخصية وزيادة ثرواتهم واتساع نفوذهم، بينما شعب الأردن يغرق في الديون والضرائب فيدفع فاتورة إهمالهم وتخاذلهم .
رسالتنا إلى حكومتنا وكل من هو في موقع اتخاذ القرار تتمركز حول فكرة الإصلاح، ولا أعتقد أن هذه الرسالة أو هذه الفكرة قد تُزعج أحداً أو قد يختلف عليها اثنان بين مؤيد ومعارض لأننا جميعاً نتفق على حب الوطن.
حب الوطن يكون في الإسراع في العملية الاصلاحية ومعاقبة كل من باع مخصصات البلد ومؤسساته فعادت أرباحها إلى جيوبهم بينما ذاق الشعب الأردني مرارة العوز والحاجة.
لطالما عُرف عن شعبنا الأردني أصالته وشهامته وكرمه.. فلتكن هذه الصفات النبيلة هي التي تجمعنا مع بعضنا ، فندافع عن حقوقنا بقلب واحد وصوت واحد، وتكون قوتنا في وحدتنا، ويكون مطلبنا الأول والأهم : وحدة الأردن واستقراره وأمنه وأمانه.
د.فطين البداد