فلسطين دولة ذات سيادة
بعد ٦٥ عاماً من النضال ، تنال فلسطين قراراً من الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها دولة مراقب غير عضو ، بعد أن كانت كياناً مراقباً.
يأتي هذا القرار في اليوم ذاته قبل ٦٥ عاماً عندما أُعلن عن قرار تقسيم فلسطين في المنظمة الدولية ذاتها . .
يأتي هذا القرار ليرفع علم فلسطين مرفرفاً في مبنى الأمم المتحدة بعد سنوات من سياسات الإقصاء والقمع والتهميش ، وبعد سنوات من الممارسات الإرهابية على الشعب الفلسطيني وتوسيع الاستيطان والتهويد واحتلال الأرض.
يأتي هذا القرار لتعم الفرحة ولأول مرة منذ ٦٥ عاماً أوساط الشعب الفلسطيني بهذا الانتصار الدبلوماسي الذي يحقق خطوة معنوية كبيرة تجاه تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف..
مهما قيل عن هذا التصويت ، ومهما كان له من معارضين فلسطينيين وعرب رفضوا هذا القرار لأنهم : رأوا فيه تخلياً عن أجزاء من فلسطين والاعتراف بالكيان الصهيوني وتقديم تعهدات بضمان الفلسطينيين توفير الأمان والاستقرار لجارتهم، تحت زعم أن هذا القرار هو عملية مدروسة لحرف مبادئ وقيم القضية الفلسطينية عن أهدافها الحقة واسترداد أراضيها المحتلة ، أقول : مهما قيل ذلك عن ذلك وغيره ، إلا أن هذه الخطوة هي انتصار سياسي ودبلوماسي عزز من الوضع القانوني للقضية برمتها وأهمها الاعتراف بأن الفلسطينيين يمتلكون المقومات الثلاثة للدولة وهي : الشعب والأرض والحكومة ، وكذلك عزز من إمكانية انضمام فلسطين بوصفها " دولة " إلى جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمرتبطة بها ، ومنها المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة إسرائيل وقادتها على جرائمهم بحق الشعب والأرض والمقدسات .
هذا الانتصار، في النهاية، لابد وأن يتكامل بجولة من المكاسب الداخلية والخارجية ، لذا ، فإن على الفلسطينيين أن يجتمعوا على كلمة واحدة ويؤيدوا هذه الخطوة ويدعموا هذا القرار ويواجهوا كافة التحديات بإصرار على تحقيق مستقبل أفضل للقضية الفلسطينية.
يجب أن لا نحوّل هذا اليوم التاريخي العظيم الذي شكل يوماً مأساوياً في حياة الإسرائيليين والكيان الصهيوني إلى نقطة تحوّل سلبية.. على الفلسطينيين أن يستغلوا هذه الخطوة كسلاح للسعي إلى إفقاد الدولة العبرية شرعيتها.
بهذا الاعتراف الدولي يصبح هناك هوية فلسطينية معترف بها دولياً وينتهي دور الكذب واللعب بدم الفلسطينيين والقضية لحساب تجار المواقف وحاملي شعارات الممانعة والمقاومة.
اليوم سيتم التعامل مع فلسطين كدولة وهوية وليس كتجارة تجمع من خلالها التبرعات السخية وتُبنـى الثروات الطائلة مقابل حروب تمثيلية وانتصارات مزيفة ومزعومة.
اليوم فرصة تاريخية ليفكر الشعب الفلسطيني في كل مكان من فلسطين والمهجر ، كلٌّ في موقعه ، بطرقٍ جديدة للنضال لإستعادة فلسطين وطناً صاحب سيادة .