أمن الأردن من أمان الأردنيين

تم نشره السبت 15 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 11:23 مساءً
أمن الأردن من أمان الأردنيين
د. فطين البداد

 

بعد الاحتجاجات الغاضبة التي تفجّرت في الأردن الشهر الفائت ، عقب قرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية مطالبةً بإسقاط الحكومة وبمعاقبة الفاسدين والمفسدين الذين باعوا وسرقوا مقدرات الدولة.. وبعد أن ظهر الدكتور عبد الله النسور رئيس الحكومة ( الذي ذكرت في مقال سابق أن قراره برفع الأسعار لمواجهة عجز ٨ مليارات دولار في موازنة المملكة لعام ٢٠١٢ يعد قرارا جريئا ) حيث ظهر الرئيس في أكثر من لقاء اعلامي موضحاً للشعب الأردني المسؤولية التي حتمت عليه اتخاذ مثل هذا القرار، مطمئناً الناس بجملة من الإصلاحات القادمة التي ستعين الأردن وتحقق للمواطن الأردني حياةً معيشية أفضل ، أنتهز مناسبة استذكار ذلك لأقول : إن هدوء الشارع الأردني " نسبياً " من موجة الغضب العارمة نتيجة رفع الأسعار له أسباب سترد في السياق ، وهو هدوء يسبق العاصفة حسب بعض القراءات .

فالمواطن الأردني ينتظر جملة الإجراءات والقرارات التي وعدت بها الحكومة ، والتي من شأنها التسريع بالعملية الإصلاحية السياسية والاقتصادية ومكافحة ومحاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين.

لكن يبدو أن الحكومة الأردنية - ومن جديد - تراوح مكانها غير مدركة مدى خطورة التباطؤ في تنفيذ الوعود !.

يدرك الشعب الأردني ، وهذا من المسلمات ، بأن أي قرارات تصدر بدون دراسات هي قرارات عشوائية فاشلة، لكن هذا المواطن الذي تلذعه الفاقة ، وتكويه الأسعار لن يكون قادرا على الانتظار والتفكر والتعقل عندما يمس الموضوع قوت أطفاله وحياتهم.

المواطن الأردني لم يلمس بعد - وبشكل حقيقي - تبعات ارتفاع الأسعار ، لأنه لم يمضِ على اتخاذ القرار أكثر من شهر واحد، لكن ، عندما تتراكم الديون ويضيق الحال وتزداد متاعب الحياة ومشاعر القلق من الغد والخوف من عدم القدرة على تأمين لقمة العيش، عندها ستكون ردة الفعل غضباً عارماً شديد العنف.

المواطن الأردني - أساساً - يعاني من غلاء المعيشة وقلة الحيلة، وقد كان هذا القرار الأخير " رفع الأسعار عن المشتقات النفطية " بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير- وهو بالفعل حمل ثقيل يكسر الظهر.. إلا أن هذا المواطن - نفسه - يؤمن أن أمن الأردن واستقراره أساسي ومفصلي وفوق كل اعتبار.

لذلك ، فإن على الحكومة أن تضع المواطن في رأس قائمة أولوياتها وفي أولى اعتباراتها ، وعليها أن تمضي بما وعدت به، وأن يلمس الشارع الأردني نتائج ذلك على الأرض .

لم تعد الأمور كما كانت عليه في السابق ، يكتنفها عدم الاكتراث بقدرة الشارع على الاعتراض والاحتجاج ، ولم يعد المواطن العربي عموماً والأردني خصوصاً يقبل بأن لا يؤخذ صوته ورأيه مأخذ الجد ، فهو شريك أساس في بناء الأوطان .

إن رياح الربيع العربي - وإن تفاوتت - قد هبت وملأت الأجواء والأرجاء ، وقد تنسم ربيعها المواطن العربي أينما كان ، ولم يعد بالإمكان إخراج عبقها من العقول والقلوب، كما لن يكون بالإمكان إخراج هوى الأردن من قلوب الأردنيين .

 

 

د.فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات