ممثل الأسد في عمان .. سفير أم " شبيح " .؟

تم نشره الأحد 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 01:11 صباحاً
ممثل الأسد في عمان .. سفير أم " شبيح " .؟
د.فطين البداد

 

 هل يُعقل أن يكتب سفير سوريا في عمان مقالا ينشره عبر وسائط إعلام أردنية " ينضح " - المقال وكاتبه - بالفتنة والتحريض ، ويرشح بالسم الزعاف الصادر عن حقد بغيض ضد شعبه السوري وضد العرب جميعا ممن ناصروا ثورة الاحرار السوريين ونافحوا عنهم بما استطاعوا ، وليس هذا فقط ، بل إن سفير النظام الآيل للسقوط ، غمس مقاله بإناء كريه يطفح طائفية عمياء عندما عنونه بعبارة : بشار الأسد يمثل الحسين والمعارضة تمثل يزيد !! .

هل يُعقل لسفير يدعي العلمانية والمصداقية والشفافية هو ونظامه أن يوجه هذه الرسالة التحريضية الطائفية ضد أبناء شعبه ؟ .

لقد كتب سعادة السفير الدكتور بهجت سليمان سفير سوريا في الأردن مقاله الحاقد هذا في العشرين من الشهر الحالي متهماً وسائل الاعلام العربية بالتزييف والتحريض والتضليل والتزوير والتحريف ، وإلى ما هنالك من نعوت جوفاء غايتها فقط دحض أحقية الثورة السورية في مطالبها المشروعة ، وهي التي قامت أساسا ضد الدكتاتورية والقمع والاستبداد ومن أجل الحرية والكرامة ، وها هو سفير بشار الهمام يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يعتبر ما يجري في سوريا عدوانا " صهيو- أطلسي – سلجوقي - وهابي - إخونجي " واصفا ثوار سورية ومن يقف إلى جانبهم بـ " العملاء والمسامير المهترئة والمرتزقة والموساد والبيادق والنعاج والبهائم والطواويس والأزلام والأتباع " ، في حين يعتبر كل من هم مع بشار الأسد " نسورا وأسودا وسادة وعلمانيين ويمثلون المستقبل ، بينما الآخرون هم الماضي ، ورجال الأسد هم الحضارة في حين ثوار سوريا وأحرارها وحرائرها هم الهمجية والتخلف.

ويتساءل كل من قرأ هذا المقال الأخرق عن محدودية وسطحية تفكير صاحبه ، وسطحية تفكير سفراء العائلة الأسدية جميعا ليس بدءا من بهجت ولا مرورا بشوكت ولا حتى انتهاء برفعت ؟؟ .

والأكثر غرابة في مقال هذا السفير قوله : " بأن سقوط الدولة الوطنية السورية يعني ارتفاع أعداد الضحايا من رقم (٤٠) ألفاً الذي يتباكون عليه إلى أكثر من ٤٠٠ ألف " أي أنه يبشر بمذابح تصل لمئات الآلاف ، هكذا وبكل صفاقة ، وأين ، عبر مقال منشور في صحافة بلد يأوي عشرات آلاف اللاجئين السوريين في الزعتري وفي المدن والقرى الأردنية على مستوى الأردن من أقصاه إلى أقصاه ، بما يؤكد أن بهجت هذا يهدد ليس فقط السوريين واللاجئين ، بل الدولة الاردنية برمتها ودون أن يقول له أحد : أغلق فمك !.

لسنا مضطرين هنا إلى التذكير بسلمية الثورة السورية إبان الإنطلاقة الاولى في درعا ، ومضي ستة شهور بكل ما فيها من آلام ومعاناة وثوار سوريا يهتفون : " الشعب يريد إصلاح النظام " ، ولما بدأ هذا النظام الذي يأبى الإصلاح بإطلاق النار منذ اليوم الأول ، صبر السوريون حتى ملهم الصبر فخرجوا يهتفون " واحد واحد ، الشعب السوري واحد " ولما لم يعجب نظام بهجت هذا الهتاف ولغ أيضا في الدماء فهتف السوريون وقتلاهم بالمئات : " يا ألله ما لنا غيرك يا ألله " ومن ثم بدأ انشقاق العسكر فرادى فرادى ، ومن بعدُ زرافات ، ليصلوا هذا الأوان - بحسب تقديرات غربية - إلى ما ينوف عن 200 ألف ضابط وجندي ، هم - أنفسهم - الذين يصفهم بهجت بمقاله : " بالعملاء والمسامير المهترئة والمرتزقة والبهائم والأزلام والأتباع " إلى آخر ما اسعفته قريحته الأسدية من ألفاظ تليق بالحواري وبائعي البسطات .

ويتساءل أردنيون وأردنيات ومن مختلف المستويات والطبقات : كيف يمكن للدولة الأردنية أن تُبقي على سفير يحرّض أبناء شعبه ضد بعضهم البعض ، وكيف يسمح له بإثارة النعرات الطائفية هنا من عمان ، من خلال مقاله الذي وصف فيه الموالين للأسد بالحسين والمعارضين له باليزيد بن معاوية ؟؟ مع أن شروط الإعتماد لدى كل دول العالم أن يكون السفير- أي سفير - مراعيا لقواعد اعتماده وقوانين البلد الذي يقيم فيه وجميع قواعد السلوك الدبلوماسي المعروفة في العالم .

كيف له أن يكون أميناً وهو ينشر في الاردن مثل هذا الكلام التحريضي ويصف السوريين بالبهائم والنعاج ويعتبر قتلهم وتعذيبهم واجبا وطنيا حسب تقديره وهواه .

وسؤال آخر لا يقل خطورة عن سابقه وهو : هل نشرت بعض وسائل الإعلام الأردنية مقال بهجت سليمان بـ " بلاش " أم تقاضت " مغلفات " مالية في منأى عن أعين الرقابة الحكومية بمختلف وسائلها وأجهزتها ، وهذا سؤال يتطلب تحقيقات جدية وفورية .

إن مقال بهجت وما تضمنه من تخرصات و" تشبيح " ينبئ بما يشبه إجابات الأسئلة أعلاه ، أما في ما يتعلق به شخصيا ، فإنه ليس غريباً ولا مستهجناً على السفير السوري بهجت سليمان أن يدافع عن العصابة الأسدية وذلك لأنه جزء لا يتجزأ منها ومصالحه معها ، ووجوده رهين بوجودها ، إذ يتردد بأنه هو وعائلته نالوا من الامتيازات ما يكفيهم فكانوا من أصحاب أكبر المنتجعات السياحية في جزر القمر .

إن من الغرابة بمكان ، أن تُبقي الحكومة الأردنية سفير العصابة الأسدية يصول ويجول ويهذي بمثل هذا الهراء والتشويه للحقائق والسخرية من دماء شهداء سوريا ومن الذين ناصروها أو تعاطفوا معها وهم الاكثرية الكاثرة من الأردنيين ، أي أنه يشتمنا في عقر دارنا ، في حين لا تنبس الحكومة ببنت شفة ! .

 

د.فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات