أعان الله الملك عليكم !
ما يجري في الأردن هذا الأوان ،عقب إعلان نتائج الإنتخابات ، يدعو إلى الإستهجان ، ويقود إلى أسئلة كبرى حول اللاعبين على الحبال في بلد ينشد قائده الإستقرار ، وشعبه الوئام والسلام .
أن تعلن النتائج النهائية للإنتخابات النيابية رسميا وعبر التلفزيون الرسمي ، وأن تشيد بها المنظمات الرقابية الدولية ، ثم ، وفي ليلة ليلاء ، تتغير الاسماء ، فإن هذا لا يحدث إلا في مكانين : أفلام الكرتون ، أو الواق واق .
وفي المقابل : أن يخرج المتظاهرون احتجاجا على النتائج الرسمية ، فإن هذا حق دستوري لا ينازعهم عليه أحد ، أما أن يكسروا ويحرقوا ويخربوا ، فإن هذا لا يتناسب مع الحلم الديمقراطي الذي اعتقدنا أننا نراه في واقعنا ، وإذ به في أحلامنا ، بل في أضغاثها .
لا يحق لأي كان أن يسلب فوز الفائزين فيمنحه للخاسرين ، ولا أن يبدل و يغير في النتائج ( حسب الأجواء والثقل الشعبي وكثافة الشغب ) ويتحدث عن تناقض الورق والحاسوب أو الإملاء والرياضيات وكأننا نعيش في العصر الطبشوري .
لا نثبت هنا تزويرا ولا ننفيه ، وهذا ليس من شأن كاتب هذه المقالة ، ولكننا نثبت بدون تردد أن الثقة بالهيئة المستقلة باتت مهزوزة ، وبات حريا بها أن توضح للناس ما يجري ، فالقضية ليست ( جبل وانزاح ) بل قضية سمعة وطن ، ورغبة أمة ، أما إن كان هناك ثلة من المنتفعين تلاعبت وزورت ، فإن الضرب على أيديهم بات فرض عين ، وواجبا لا يقبل التأويل ولا الإستنباط .
ذرونا نعيد للبلد ثقته بنفسه ، وذرونا نكشف ما جرى ويجري ، وأخيرا ، ذروني أنفث ما في الصدر من زفرات وأقول : حمى الله الأردن ، وأعان الملك عليكم .
د. فطين البداد