النسور وعقبة تخطي الثقة !

تم نشره الأحد 07 نيسان / أبريل 2013 12:00 صباحاً
النسور وعقبة تخطي الثقة !
د.فطين البداد

لا أعتقد أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور سيكون سعيدا بتقديم بيان وزاري ينال الثقة على أساسه ، ليس لأن ثقة النواب هي الفيصل في استمراره ، ولكن لعلمه بان كل الكتل والنواب تقريبا سيطلبون نقاش البيان ، وهو نقاش منتظر ومرتقب ، فلقد علمت بأن نوابا كثرا يكيدون للرجل ، ويعدون الساعات للإنقضاض عليه تحت القبة ، بحيث لن يكون نقاشا على كل حال ، بل هجوم جارف، من جهة ، ودفاع مستميت من نواب محسوبين على الرئيس ، ولم يغضبوا كزملائهم من كونه " شاورهم وخالفهم " من جهة أخرى .

إن رجلا بتاريخ النسور في العمل العام ، لن يضيق صدره بالإستماع ، ولكنني أتوقع أن يكون النقاش أعنف هجوم على رئيس حكومة في عهد المملكة الرابعة ، حتى لو اختبأ خلف كتاب التكليف نفسه ، وذلك لاعتبارات موضوعية أملتها طبيعة المرحلة الإقتصادية والسياسية التي يعيشها الأردن والمنطقة ، بل الأهم ، تداعيات " الإنطباعات " التي باتت شرائح كبيرة من الأردنيين تصطبغ بها كما لم يحدث ذلك من قبل ، وأتوقع أن يكون ذلك كذلك إلا إن وقعت معجزة .

عدة أسئلة يطرحها مراقبون : كيف سيبرر رئيس الحكومة عدم توزير النواب ( الحديث هنا عن التبرير وليس التوزير ) وكيف سيبرر إهمال الأسماء التي رشحها نواب من خارج المجلس ، وكيف سيكون مقنعا في دمج ثلاث وزارات في وزارة واحدة ، أو وزارتين غير متجانستين ، أو وزارات لم تملأ الأسماء مقاعدها ، وكيف سيبرر رفع الكهرباء في حزيران القادم كما هو متوقع ، ومن أين للنسور تلك العصا السحرية التي ستنقذه حين يبتدئ التصويت ومناداة الأمانة العامة على النواب بالإسم ، في الوقت الذي لم تمثل فيه بعض المناطق في التوليفة الحكومية ؟.

ولئن قال قائل : إن من العدالة أن تكون الكفاءة هي المعيار والميزان ، أجيب : نعم ، ولكن ليس في دول العالم الثالث ، فالوقت لم يحن بعد ، وعلى الدكتور النسور أن لا يجرب المجرّب ، كون هذه " الخطيئة " محسوبة ومحسومة سلفا ، رغم صحتها ، وضرورتها ، ولكن ضرورة اللحظة طاغية أيضا .

إن أمام رئيس الحكومة مشوارا صعبا ، واقترح عليه في هذه العجالة تدارك الأمر ليتخطى بعض العقبات ، ومن ذلك : أن يجري تعديلا سريعا على حكومته ، وإن فعل ، فإنه يكون قد حاكى حكومة رئيس الحكومة الأسبق الدكتور عدنان بدران الذي اضطر تحت الضغط أن يعدل عليها ليتسنى له عبور بوابة مجلس يسن النواب فيه أسنانهم ، ويشحذون أقلامهم ، كما إن عليه تصويب بعض الحقائب المدمجة .

قد يحصل النسورعلى ثقة صعبة ، أو سهلة ، وفي كلتا الحالتين فإن حكومة عدنان بدران الذي عدل وزراءه وحقائب حكومته لم تصمد سوى ستة شهور .

ولكن : ماذا لو كان الخيار : حجب الثقة عن الحكومة ؟ .

ليطمئن النواب الأعزاء ، فإن الإعتبارات والظروف الموضوعية لا تتوافق مع أي قرار بحل البرلمان ، دون أن يعني هذا أن حكومة بديلة ، أو مجلسا بديلا سينقذان الموقف والمديونية والإقتصاد ، لأن أي رئيس بديل ، حتى لو كان " طرزان " فإنه لا مندوحة له عن رفع الأسعار لأسباب بات يعرفها العامة قبل الخاصة ، كما وإن أي مجلس جديد سيتقاضى أعضاؤه رواتبهم بـ " طلوع الروح " .

أمام النسور أيام صعبة ، كان الله في عونه !.

 

د.فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات