ثلاثة مخاطر تواجه الأردن ومستقبله

تم نشره الأحد 02nd حزيران / يونيو 2013 12:37 صباحاً
ثلاثة مخاطر تواجه الأردن ومستقبله
د.فطين البداد

قال رئيس الحكومة الأردنية الأسبق السيد معروف البخيت ، إن حكومته أفشلت " ميدان تحرير " في عمان كان الإخوان المسلمون يعدون له على غرار ميدان تحرير القاهرة ، ومكانه " دوار الداخلية " .

حديث البخيت الذي أدلى به لصحيفة الحياة اللندنية - الخميس - أفاض فيه بالحديث عن هذه القضية ، وكشف كيف أن الإخوان هدفوا من وراء " ميدان تحرير الداخلية " الإستيلاء على الحكم ، مستشهدا بما سبق وقاله النائب السابق عزام الهنيدي عن " أن الجماعة جاهزة للسيطرة على الحكم الآن " وخاصة عقب استيلاء حماس على غزة في العام 2006 .

ولعل ما ذهب إليه البخيت لم يكن خافيا عن أجهزة الرصد العالمية في الدول الكبرى ، وعلى رأس تلك " المراصد " أو - إن شئتم - مراكز أو معاهد البحث - " معهد واشنطن " (The Washington Institute for Near East Policy) وهو معهد تأسس أواسط الثمانيات من القرن الماضي ومقره واشنطن ، ويدعى : معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، وأسسته لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ( من الحزبين بالمناسبة ) ويدعى اختصارا " إيباك " ويرئسه اليهودي مارتن أنديك الخبير والسياسي الأمريكي ، ويعنى بمصالح إسرائيل في الشرق الأدنى والعالم .

وبحسب البخيت ، فإن رأي الإخوان استقر على دوار الداخلية ( ميدان جمال عبد الناصر ) لاحتوائه على 7 مستشفيات خاصة ، وكان المخطط هو حشد 3000 شخص بشكل مبدئي .

ولعل معهد واشنطن ، لدراسات الشرق الأدنى استقى معلومات عن هذا الأمر من مصادره ، فضمنها تقريره الأخير حول الأخطار التي تهدد الأردن ، وتطرق - ضمن ما تطرق إلى " ميدان التحرير الأردني ، وبالمناسبة ، فإن نشر المعهد لتقريره سبق لقاء البخيت مع الحياة .

ولا تخفى أهداف الجماعة في الوصول إلى الحكم ، ولكن تقرير واشنطن ، أورد أيضا خطرين آخرين يتهددان الأردن غير ميدان التحرير الأردني سنوردهما في السياق .

يقول التقرير مستعرضا الواقع الأردني سياسيا وأقتبس حرفيا : " نجت الأردن حتى الآن من العاصفة السياسية التي اجتاحت دولاً كثيرة في الشرق الأوسط منذ أواخر عام 2010، ومع ذلك فمن الممكن أن تتحول العديد من التحديات التي تطفو الآن على السطح إلى تهديدات خطيرة تعصف باستقرار المملكة الهاشمية، فمع كون الثقافة السياسية الأردنية - المعتدلة وغير المؤدلجة والمناوئة للثورات - عاملاً مخففاً قوي التأثير، إلا أن مخاطر عدم الاستقرار الداخلي الحالي هي أكبر من أي وقت مضى منذ عامي 1970 و1971 التي شهدت خلالها البلاد أحداثاً دموية، وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن ثمة تغييرا سياسيا ممنهجا يأتي نتيجة لوضع عدم الاستقرار - والذي ربما ينتج عنه على سبيل المثال قيام نظام ملكي مناهض للغرب - قد يؤدي إلى سياسات أردنية معادية لمصالح الولايات المتحدة، وفي ضوء التوجه الاستراتيجي للأردن الداعم للغرب والتزامه بالسلام مع إسرائيل والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والأمن ، فإن للولايات المتحدة مصلحة قوية في مساعدة عمَّان على إدارة التغيير الذي من المحتمل أن يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، كما أن حالة عدم الاستقرار في الأردن ليست بأي حال من الأحوال أمراً حتمياً، وأنه إذا ما تم الآن اتخاذ خطوات حكيمة فمن الممكن منع حدوث تطورات غير مرغوب فيها " .

أما بخصوص ما تطرق إليه البخيت عن ميدان التحرير الأردني فقد ذكر معهد واشنطن ذلك من خلال تطرقه للمخاطر التي تتهدد الأردن ، وحددها بثلاثة مخاطر ضمنها هذا الميدان الذي أحبطته قوات الامن ، عقب تفريق الدرك للمجتمعين فيه ذات ليلة قطعت فيها الكهرباء عن المنطقة ، وبدون أية خسائر سوى وفاة شخص بسكتة قلبية بحسب تقرير الطب الشرعي في حينه .

يقول تقرير المعهد :

" تشمل علامات التحذير حول قيام سيناريو لـ "ميدان التحرير" في عمَّان توجيه انتقادات جريئة ومباشرة في وسائل الإعلام الأردنية المتنامية عبر الانترنت، وظهور منشورات ولافتات تطالب بالوحدة الوطنية لمكافحة فساد الحكومة، فضلاً عن ارتفاع وتيرة الاحتجاجات العمالية وازدياد حجمها، بالإضافة إلى قيام مظاهرات جامعية واعتصامات في مكاتب حكومية " .

وحول الضغط الذي يمارسه الإسلاميون في هذه الحالة يتابع التقرير محددا هنا الخطر الثاني :

" أما في سيناريو الخطر الثاني فيتمثل بالضغط الممارس من قبل الإسلاميين، وقد تكون علامات التحذير أقل حدة، وإحدى هذه الإشارات هي قيام الأنظمة الإسلامية أو الزعماء الإسلاميين في مصر وسوريا بتشجيع الإسلاميين الأردنيين على اتخاذ مواقف أكثر جرأة أو استخدام المقاومة العنيفة " .

أما الخطر الثالث فقد حدده التقرير بـ " الحراك " ،وهو مشكل من مجموعة من الشباب الذين يتظاهرون باستمرار ويهتفون بشعارات تتجاوز الخطوط الحمر ، ولا يتعرضون لمضايقات من الأمن في العادة .

واللافت ، أن التقرير اشار إلى تحركات إخوانية لتعاون كامل مع " الحراك " وإذا تمكنوا من ذلك ، فإن الاخطار الثلاثة مجتمعة تصبح : دوار تحرير أخواني ، استخدام عنف أخواني ، سيطرة أخوانية على الحراك " .

لم أكن أود الخوض أو الإستشهاد بتقرير لمعهد يديره مارتن أنديك بسبب تاريخه الأسود في المفاوضات مع الفلسطينيين وانحيازه الأعمى لإسرائيل ، ولكن عزز تقريره تصريحات البخيت ، واللبيب من الإشارة يفهم .

د. فطين البداد

 fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات