حقيقة الأرقام المقدمة للاجئين السوريين في الأردن
يتوقع الأردن أن يصل عدد اللاجئين السوريين في نهاية العام 2013 إلى مليون لاجئ ، إن استمرت المعاناة الإنسانية للسوريين الذين يقتلهم رئيسهم الذي اغتصب السلطة ، بعد أن عدل أزلام والده الدستور بين ليلة وضحاها ليتناسب مع عمره غير المديد .
ولأنه كثر الحديث مؤخرا عن أعداد اللاجئين ، فإنه يجدر التنويه والتأكيد هنا ، أن الغاية من هذا المقال ، ليس التعليق على الاعداد ، وإنما إطلاع القارئ والمواطن الأردني والعربي على أرقام حصلت عليها تنشر لأول مرة ، وأحببت أن أنشرها ليقف ذوو الشأن من المتابعين والمنظمات الإنسانية وغيرها على حجم المعاناة التي يعانيها اللاجئون ، وحجم الضائقة التي يعانيها الأردن ، والظروف غير المواتية التي تعيشها المخيمات السورية في الأردن .
وإنه لمن دواعي الصدمة ، أن نقرأ الأرقام " الموثقة " والتي لو كنا منصفين ، لتحرقنا - إثرها - على وضع الأردن المالي ، وفي نفس الوقت ، على أوضاع اللاجئين الذين نسيهم العالم ، ولا يلقي إليهم إلا الفتات الذي يندى له الجبين .
هل تصدقون : أن حجم المساعدات الدولية المقدمة لمنظمات الأمم المتحدة لإسعاف وغوث اللاجئين السورين في الأردن منذ اندلاع الأزمة لغاية الآن تصل فقط إلى 8 ، 132 مليون دينار ( 5 ، 187 دولار أمريكي ) في حين لم تتلق الحكومة الأردنية بطريقة مباشرة سوى 9 ، 16 مليون دينار ( 9 ، 23 مليون دولار أمريكي ) .
وللعلم ، فإن الوثيقة المعتمدة دوليا كشفت بأن حاجة اللاجئين الحقيقية ليعيشوا كبقية خلق الله ، تصل إلى حوالي 7 ، 602 مليون دينار عن المدة المذكورة ، وتشمل القطاعات التالية كما أوردتها الوثيقة :
1 - قطاع الصحة : 3 ، 66 مليون دينار أردني ( 6 ، 93 مليون دولار أمريكي ) .
2 - : قطاع التعليم : 5 ، 18 مليون دينار ( 2 ، 26 مليون دولار أمريكي ) .
3 - : قطاع الطاقة : 6 ، 126 مليون دينار ( 8 ، 178 مليون دولار أمريكي ) .
4 - : قطاع المياه : 6 ، 64 مليون دينار أردني ( 3 ، 91 مليون دولار أمريكي ) .
5 - : القطاع الأمني : 6 ، 56 مليون دينار أردني ( 80 مليون دولار أمريكي ) .
6 - : السلع المدعومة : 2 ، 263 مليون دينار أردني ( 8 ، 361 مليون دولار أمريكي ) .
7 - : احتياجات البلديات من خدمات وبنى تحتية : 9 ، 6 مليون دينار أردني ( 8 ، 9 مليون دولار أمريكي ) .
ويجدر التنويه هنا ، أن الهيئة الخيرية الهاشمية هي الجهة الوحيدة المخولة بتوزيع المساعدات داخل المخيمات بموجب كتاب رئيس الوزراء الذي بلغني - كإعلامي - رقمه وهو " 3 - 11 - 1 1- 9932 ، بتاريخ 16 - 4 - 2012 ، ولاحقا أنيطت مهمة المساعدة في ذلك بمتصرف من وزارة الداخلية ، وذلك بموجب كتاب رئاسة الوزراء رقم 3 - 11 - 1 - 6747 تاريخ 18 - 3 - 2013 وصفته مساعد مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين لشؤون الخدمات الإنسانية .
أي أن الأردن لم يتلق شيئا في الحقيقة ، وبمعنى : أن اللاجئين السوريين في المخيمات فقط وهم 200 ألف شخص ، عدا المنتشرين في مختلف المحافظات يعيشون على الكفاف وأقل القليل ، ولعل هذا ما يفسر حالات الإعتصام والصدامات مع قوات الدرك داخل المخيمات ، وخاصة الزعتري .
إن بلدا كالأردن محدودة موارده ، حري بالعالم أن يغطي احتياجاته ليقوم بواجبه ، وإن شعبا عظيما كالشعب السوري حري به أن يعيش بكرامة .
هزيمة العصابة الأسدية آتية لا محالة ،وعودة الأخوة إلى ديارهم قريبة بإذن الله ، وبرغم ما يعانيه الأردنيون من ضنك العيش ، إلا أن قلوبهم عامرة بالحب والإيمان والأخوة ، وليست الأصوات التي تنعق بغير ذلك سوى أصوات شاذة ،لا تمثل عموم الأردنيين وأصالتهم وتاريخهم التليد .
د. فطين البداد