من يمول دراسة الطلاب السوريين في الأردن ؟

تم نشره الأحد 18 آب / أغسطس 2013 12:04 صباحاً
من يمول دراسة الطلاب السوريين في الأردن ؟
د.فطين البداد

لا ينكر إلا معدوم الضمير ما يقدمه الأردن الرسمي والشعبي للاجئين ، وخاصة السوريين منهم الذين يمرون بمحنة كبرى ، لو ولجنا إلى أعماقها فإننا سنقف عند أحداث وقصص تشيب لها الولدان ، وتخر لها الجبال هدّا .

ولأن الموسم الدراسي في الأردن على الأبواب ( 28 آب الجاري ) ، فإنني أود أن أخصص هذه المقالة لهذه القضية ، وأخص بالذكر أولئك الذين يدعون أن التلاميذ والطلاب السوريين يأكلون من حصص الطلاب الأردنيين التعليمية ، أو من مخصصاتهم المالية ، مع أن هذا غير صحيح ، دون أن يعي هؤلاء ، بأن الأردن العربي، كان دائما موئلا للأحرار ، وملجأ للمستضعفين.

ولقد أثارتني مقالات كتبها بعض الكتاب الأردنيين تبرمت من وجود هؤلاء الأخوة بين ظهرانينا ، وكأن من كتب هذه المقالات يحمل هؤلاء المساكين على ظهره ، ويطعمهم من " كيسه " .

ولأنني مطل من الداخل على معاناة مخيم الزعتري - مثلا - وأعلم مقدار الجهد الذي تبذله الحكومة الأردنية والمنظمات المعنية بتقديم المعونات وأسباب الحياة للاجئين السوريين فيه ، فإنه لا بأس من الوقوف عند جانب مهم من حياة هؤلاء الأخوة الذي أجبرتهم الظروف القاهرة على القدوم إلى بلدنا .

ولكي تتضح الصورة أكثر ، فإنني أنشر في مقالتي هذه أرقاما حصلت عليها ، تكشف بأن الموازنة الأردنية ، أو بالأحرى ، موازنة وزارة التربية والتعليم لا تتكبد أي خسارات بسبب تدريس هؤلاء الضيوف ، وأتحدث هنا عن الجانب المالي ، تاركا ما يمكن أن يقال حيال الجوانب الأخرى من بنى تحتية وغيرها إلى موضع آخر .

لقد قبلت المدارس الحكومية والخاصة - بداية الأزمة - بالطلبة السوريين ، وقد تم توقيع " بروتوكول " بين وزارة التخطيط الأردنية ومنظمة اليونيسيف لدعم وزارة التعليم الاردنية في تحمل مسؤولياتها ، إلا أنه وبعد تزايد أعداد اللاجئين، تم افتتاح مخيم الزعتري بمحافظة المفرق ، وعقب ذلك تقرر العمل بنظام الفترتين .

ولكي أضع الأرقام الموثوقة أمام القارئ الكريم ، وأمام الباحثين فإنه لا بد من ذكر التفاصيل لتصبح الأرقام مرجعا مهما كونها أرقاما تنشر لأول مرة :

لقد تم توقيع بروتوكولين اثنين ما بين وزارة التخطيط واليونيسيف خارج مخيم الزعتري بدعم مقداره : ( 256 ، 043 ، 2 دينارا ) منه مبلغ ( 230 ، 352 ، 1 ) تصرف مباشرة من منظمة اليونيسيف . وتم توقيع بروتوكول داخل مخيم الزعتري بدعم مقداره : ( 155 ، 302 ، 3 دينارا ) منه مبلغ ( 226 ، 191 دينارا تصرف مباشرة من اليونيسيف .

وإذا وقفنا على آلية الصرف من هذه المساعدات ، فإن المبالغ تصرف عن طريق وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية ، وللتذكير ، فإن أي إنفاق من هذه المبالغ يخضع لرقابة ديوان المحاسبة ، بحسب ما تقول وزارة التخطيط ، أي أن أجهزة الدولة الرقابية تشرف مباشرة على أي مبالغ يتم صرفها ، وهي قضية في غاية الحساسية ، خاصة في ظل الحديث عن شبهات فساد في أكثر من قضية ، وبعضها تنظره المحاكم ، ولقد جاءت قائمة الصرف على النحو التالي :

1 - : لوازم مدرسية وصيانة مبلغ ( 730 ، 105 ، 1 دينارا تصرف من اليونيسيف مباشرة حسب البروتوكول .

2 - : أثمان كتب مدرسية بقيمة ( 200 ، 143 دينار تم تحويلها للمديريات وتم إرجاعها إلى مركز الوزارة بدل أثمان كتب مدرسية لما مجموعه 5000 طالب .

3 - : رواتب معلمين بقيمة : ( 500 ، 706 ) دينار تصرف للمعلمين الذين تم تعيينهم على حساب التعليم النظامي ، ( 140 ) معلما ، براتب قدره 350 دينارا شهريا .

4 - : تدريب معلمين على استراتيجيات التعليم بقيمة 850 ، 95 دينارا .

5 - : تغذية مدرسية للطلبة السوريين بقيمة ( 247 ، 500 ) دينارا وهي من مسؤولية اليونيسيف ومنظمة التغذية العالمية .

6 - : التنسيق والمتابعة والإشراف بقيمة 400 ، 38 دينارا كدعم إلى وزارة التربية والتعليم ومنها لأعضاء الفريق الذي يقوم بالإشراف من داخل مخيم الزعتري ، بما فيه : مدير موقع ، مدير مدرسة ، مساعد ، مدخل بيانات ، محاسبون، معدو تقارير ، موارد بشرية ، ومسؤول لوازم .

وكما تلاحظون ، فإن الجانب المالي تمت تغطيته تماما ، بل إن عشرات المعلمين تم تعيينهم فعلا ، ويتقاضون رواتب من خارج موازنة الوزارة ، والتمويل من اليونيسيف كما ترون ، وما سبق كان من داخل الزعتري .

أما خارج الزعتري ، فإننا إذا ما ألقينا نظرة على النفقات التي يشير كثيرون أن وزارة التربية والتعليم تتكبدها جراء تدريس السوريين خارج المخيم ، فإن هذا الإنطباع يتلاشى بعد أن يعلم هؤلاء بأن المبلغ المرصود من خارج موازنة الدولة الأردنية هو تماما ( 000 ، 302 ، 3 ) دينار ، موزعة على الحقول التالية :

1 -- : رسوم وأثمان كتب بقيمة ( 000، 414 ، 1 ) دينارا ويتم توزيعها على 20 ألف طالب سوري خارج المخيمات .

2 -- : رواتب معلمين بقيمة ( 260 ، 215 ، 1 ) دينارا .

3 - : رواتب إداريين بقيمة ( 085 ، 191 ) دينارا .

4 - : اللوازم المدرسية بقيمة ( 000 ، 141 ، 9 دينارا من اليونيسيف مباشرة .

5 - : التدريب : 380 معلما ، بقيمة 895 ، 45 دينارا ، ويشمل جميع التدريبات .

6 - : الدعم النفسي والإجتماعي بقيمة ( 895 ، 45 ) دينارا ويشمل جميع المديريات .

7 - : وجبات تغذية بقيمة ( 215 ، 28 دينارا ، وتشمل 750 طالبا وطالبة في مديرية الرمثا وحدها .

8 - : المراقبة والتنسيق بقيمة ( 200 ، 77 ) دينار تعطى للجنة العليا في وزارتي التربية والتخطيط ، ولمنسقي البرامج والمحاسبين وفرق العمل ، ولمدراء تربية ومشرفين ومرشدين ، وكل ما ذكر لم يكبد الموازنة قرشا واحدا .

وبعد هذه الأرقام ، يأتي من يقول لك إن الطلاب السوريين " خسفوا " موازنة وزارة التربية والتعليم .

د.فطين البداد

 fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات