وما أدراك ما الإنتخابات البلدية وما فعل القانون ببلدية إربد وأخواتها !

تم نشره الأحد 25 آب / أغسطس 2013 01:13 صباحاً
وما أدراك ما الإنتخابات البلدية وما فعل القانون ببلدية إربد وأخواتها !
د.فطين البداد

لعل اللغط الذي أحاط بقانون البلديات رقم 13 لعام 2011 لم يحط بقانون آخر ، فالقانون الذي أقر في عهد مجلس النواب السابق واجهته تساؤلات من قبل المجلس السابع عشر ، ووصل الأمر بالمجلس الحالي أن يبعث باستفسار تركز حول شبهات دستورية تتعلق بالعديد من مواده من مثل المواد : 2 ، 3 ، 5 ، 8 ، 33 ، 26  ، مما دعا المحكمة الدستورية إلى رد الطلب ، ليدور لغط آخر حول رد المحكمة نفسه ، وهو ما يثير زوابع أخرى ، مع أن قرار المحكمة لم يخرج عن تخصصها ، بينما يقول قانونيون : إنه كان بالإمكان الرد  والحسم ، على اعتبار أن ما قصده النواب هو طلب " استشارة "   ولم يكن طعنا بالمواد المذكورة ، والهدف هو إجراء الإنتخابات بارتياح وبدون أي إرجاف .

وأيا كانت الأسباب التي دعت مجلس النواب لإرسال استفساره للمحكمة الدستورية ، وأيا كان رد المحكمة ، فإن الإنتخابات ستجرى في موعدها في السابع والعشرين من هذا الشهر  ، ولكن : هل إصرار الحكومة على إجرائها في ظل كل هذه البلبلة والتساؤلات والتشكيك  خطأ أم صواب ؟؟ .

لا أرغب في الخوض بتفاصيل إجابة هذا السؤال  ،  ولكني أؤكد بأن قانون البلديات هو من أهم وأخطر القوانين التي تتعامل معها أي دولة تنشد الإصلاح والتطوير ومشاركة المجتمع المحلي بالحكم ، واعتماد اللامركزية الإدارية ، إلا أن الذي يقف سريعا عند القانون يجد أن الوزير يمسك بكثير من مفاصل البلديات وأسس عملها ، بدل أن يكون عمله إشرافيا فقط كما هو متبع في كل الدول الديمقراطية ،  حيث فقدت البلديات الأردنية بالقانون المذكور كثيرا من صلاحياتها ، ويكفي أن مجلس الوزراء لا يزال يعين ثلث أعضاء مجلس أمانة عمان بالإضافة إلى الأمين ، وكذلك الأمر بالنسبة للعقبة والبتراء التي لا تشمل الإنتخابات كافة المواقع فيها ، ويكفي أن الحكومات خالفت القانون بإغفالها مواعيد إجراء الإنتخابات التي أجلت  أكثر من مرة ، ناهيكم عن قضية مجتمعية بامتياز ولها ذيول خاصة وهي قضية فصل البلديات ودمجها التي أثارت أكثر من عاصفة و" إغلاق شوارع "  في أكثر من مكان.

ورغم كل ذلك ، فإنني أدعو المواطنين للمشاركة في الإنتخابات ، على أمل أن يتم تعديل القانون بعد ذلك كما أخبرني وزير عامل   .

ولأنني قررت الخوض في الشأن البلدي في مقالتي لهذا الأسبوع ، فإنني سأضرب أمثلة موثقة وغير قابلة للشك أو التفنيد ، عن حال البلديات في ظل قوانين عفا عليها الزمن ، فباتت البلديات لعشرات السنين تحت وابل من قصف الديون التي لا تتوقف ، وأضرب مثالا على ذلك ببلدية إربد كأنموذج لكم أن تقيسوا عليه اسم البلدية التي تشاؤون ، ومن خلال الأمثلة التي سترد ، تكونون في صورة ما تفعله قوانين البلديات وأنظمة    الإنتداب الصادرة عنها  :

فقد بلغت مديونية بلدية إربد لبنك تنمية المدن والقرى ما يصل إلى 19 مليون دينار ،  لا أدري أين أنفقتها البلدية التي يفترض أن تنتج أصلا ، وتدخر من ريعها الذاتي ، وإذا ما قفزنا عن البنك المعني بالبلديات ، فإننا سنفاجأ بأن نفس البلدية مدينة لمقاولين ولمواطنين بسبب الأشغال وقضايا الإستملاك بما يصل إلى 3 ملايين دينار ، وأضف إلى هذا الرقم  الأمانات الحكومية المدورة بقيمة ( 1350000 ) مليون دينار - مليون وثلاثمئة وخمسون ألف دينار  - التي بدأت وزارة المالية  بتسديدها عن حصة البلدية في مخصصات المحروقات ، من خلال تسديد المبلغ بطريقة الدفعات الشهرية  .

وتكشف وثائق حصلت عليها : أن البلديات الصغيرة  التي ألحقت ببلدية إربد  وضعت كافة ديونها والتزاماتها على بلدية إربد الكبرى ( رواتب ، مديونية ، مطالبات مالية ، أمانات للغير ) وهو ما حول البلدية إلى مركز ( جباية ) من ( جيوب ) المواطنين التي تعتقد الحكومات أنها لا تنضب ، وليت الأمر وقف عند هذا الحد ،  بل إن البلدية ، ورغم كل ما ذكرناه ، قامت بإقرار زيادات لموظفيها وهو ما كلف صندوق البلدية ما يصل إلى ( 2500000 ) مليون دينار سنويا - مليونان وخمسمئة ألف دينار -  مما جعلها غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها لا تجاه المجتمع المحلي الذي يفترض أن تخدمه ويخدمها ، ولا تجاه تنفيذ مشاريعها الخدمية المتعطلة ، ونفقاتها وعجزها المالي المتراكم ، فما هي آثار ذلك على الإلتزامات الأخرى يا ترى .. ؟ 

  لقد نتج عن كل ذلك أن البلدية لم تسدد أمانات اقتطاعات الضمان الإجتماعي مما ترتب عليها دفع فوائد تأخير بالآلاف ، وقد تصدمون إن علمتم أن المبلغ الشهري المطلوب للضمان من البلدية كاشتراك موظفين  هو ( 90000 ) دينار ( تسعون ألفا ) .. فهل وقف الأمر عند هذا الحد ؟؟ .

كلا بالطبع ،  وهنا نعرج على قضية الموظفين المنتدبين من بلدية إربد  إلى بلديات أخرى  مع  تحمل البلدية كافة رواتبهم ،وأنوه هنا أن " التنفيعات هنا على قدم وساق ، فالموظف الذي يتحصل على راتب قدره 400 يصبح منتدبا براتب قدره 4000 في نفس البلدية ، أي لمجرد انتقاله من المكتب " أ " إلى المكتب " ب " ، وهلمجرا ، ولكم أن تقرأوا المشهد بعناية ، وتروا شبهات كثيرة في أكثر من زاوية تسببت بها قوانين البلديات  .

 فقد قالت الأرقام التي بحوزتي : إن البلدية تكبدت زيادات عن رواتب موظفيها الذين نقلتهم " منتدبين"  لبلديات أخرى ومديريات وجمعيات واتحادات خيرية ووزارات  وعلى النحو التالي :

1 - : عام 2009 - 2008 - : دفعت  البلدية فرق رواتب بقيمة 51369 دنانير .

 2 - : عام 2010 - 2009 - : 29502 دينار .

 3 - : 1011 - 2010 - : 38028 دينارا .

 4 - : 2012 - 2011 - : 33548 دينارا .

5 - : 2013 - 2012 - : 64529 دينارا . 

ولنأخذ آخر سنة كمثال ( 2012 ) وعليه قيسوا بقية السنوات ، وهي على النحو التالي : 

  بلغ عدد الموظفين المنتدبين من بلدية إربد  إلى خارجها 20 منتدبا ، دفعت البلدية فرق رواتب لهم  بقيمة 64529 كما ذكرنا،  ولكن كيف هي الرواتب ، و" الفرقية "  إن شئم أن أتحدث بلغة العامة ؟.. : 

1- : موظف تم انتدابه من البلدية إلى مديرية الشؤون البلدية في بلدية إربد نفسها براتب قدره ( 2200  ) دينار شهريا .

2 - :  موظفة يبدو أنها " مدعومة " انتدبت من البلدية للوزارة ليقفز راتبها إلى ( 5333 ) دينارا شهريا .

3 - : موظف آخر انتدب من البلدية إلى الوزارة في عمان براتب قدره ( 4245 ) دينارا شهريا .

 4 - : موظفة تم انتدابها من البلدية إلى البلدية نفسها ( أي نفس المبنى ) براتب قدره 5868 دينارا شهريا ، بعد أن كان راتبها لا يتعدى 400 دينار  .

 على ذلك قيسوا بقية الأعداد والأرقام ، علما بأن لدي أسماء مفصلة وأرقاما عن كل سنوات الإنتداب المذكورة ولمختلف البلديات .

  وكما قلت : بلدية إربد أنموذج ، أحببت أن أطرحه كمثال على ما فعله قانون البلديات يوما ما ، فماذا  تراه يفعل قانون 2011 الذي سننتخب الثلاثاء على أساسه ؟؟ .

د.فطين البداد

 fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات