من الأقوى : مجلس الأعيان أم مجلس النواب ، ولماذا ؟

تم نشره الأحد 27 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:04 صباحاً
من الأقوى : مجلس الأعيان أم مجلس النواب ، ولماذا ؟
د.فطين البداد

لا يوجد أي إشارة دستورية تحتم أن يكون عدد الأعيان نصف عدد النواب ، كما يعتقد كثيرون ، حيث إن الدستور نص على أن لا يتجاوز عددهم نصف عدد النواب ، فقط لا غير ، ولا صحة لما عدا ذلك .

قائمة الأعيان الجديدة والتي أعلن عنها ليلة الخميس - الجمعة - وتشكلت من نصف عدد النواب - أي 75 عينا - ضمت أسماء لامعة في العمل العام ، وتربع على رئاسة المجلس بإرادة ملكية كما ورد بالنص رئيس الوزراء الأسبق السيد عبد الرؤوف الروابدة ، وهو من هو في مجال التشريع والقوانين والعمل البرلماني عموما .

يعتقد كثيرون : أن التعديلات الدستورية الأخيرة أضعفت الأعيان ، وسلبت منهم مهامهم التشريعية والرقابية ، وهذا غير صحيح بالمطلق إلا في ما يتعلق بالثقة بالوزارة أو كطرح الثقة بأحد أعضائها وهو أمر سبق التعديلات الأخيرة ، وكذلك إحالة الوزراء إلى المحاكم " الإدعاء عليهم " أو بطلب دورة نيابية ، وأنه لا ينعقد مجلس الأعيان إلا بانعقاد مجلس النواب ، ولكن هذه الأمور المقتصرة على النواب يواجهها الأعيان بأنه ليس شرطا حل مجلسهم إن تم حل مجلس النواب لأي سبب ، حيث إن المادة 66 من الدستور نصت على أن جلسات الأعيان " تتوقف " إن حل مجلس النواب ( وهو أمر جرى حوله لغط كبير ) ، فالأعيان يظلون أعيانا ، ومن أجل ذلك ، فإن أعيان المجلس السادس عشر هم الذين اشتركوا مع نواب المجلس السابع عشر في التشريع ، ولم يكن عددهم أصلا نصف عدد النواب ، بل كانوا أقل من 60 نائبا ، وهو الشرط الدستوري قبل تعديل الدستور وزيادة عدد النواب إلى 150 نائبا ، وأضيف : كان الأعيان أقل من 60 نائبا في مجلس أمة عدد نوابه 120 نائبا ، ( يعود ذلك لاستقالة عدد منهم ) ورغم ذلك ، فإن هذا العدد الذي هو أقل من نصف عدد مجلس النواب الحالي بأكثر من 15 عينا ، هو الذي اطلع بالمهام التشريعية ، بل هو الذي أوقف قوانين أقرها النواب من مثل " قانون الجنسية " - كمثال من أمثلة عدة - والذي لم يقر باجتماع المجلسين إلا بعد أن تم الأخذ برأي الأعيان مع أن عددهم أقل من النصف كما قلنا ، ولكن الحجة كانت أقوى ، فاقتنع النواب الذين خالفوهم بادئ الأمر ، فما بالكم والأعيان في تشكيلتهم الجديدة هم 75 عضوا ، أي نصف النواب ، وما يدريكم أن يكون عشرات منهم أعضاء في الحكومة في أي تعديل قادم أو في أي حكومة قادمة ، حيث لا يمنع الدستور ذلك ، بل إن الأعيان - الوزراء - يحق لهم تماما أن يصوتوا على أي مشروع قانون ، شأنهم شأن أي عين أو نائب ، ولو تمت الحسبة بهذه الطريقة " الدستورية " فإنه لا أحد سينتقص من دور الأعيان تشريعيا ورقابيا .

وللأعيان مهام كبيرة ، وصلاحيات واسعة ، شأنهم شأن النواب : لهم حرية طرح الأسئلة على الحكومة ، وطرح الإستجوابات سواء على رئيس الوزراء أم على أعضاء الوزارة ، ولهم أن يرفضوا أي مشروع قانون يعرض عليهم من مجلس النواب ، وهناك عشرات الأمثلة يعرفها المتخصصون والمتابعون .

في الحالة المذكورة ، أي في حال رفض الأعيان مشروع قانون وافق عليه النواب لمرتين ، فإن الجلسة المشتركة تكون حتمية ، ويتم التصويت هنا بأغلبية الثلثين وليس الأكثرية المطلقة ، ولكم أن تراقبوا ذلك في اجتماع الجلسة المشتركة والتي ستعقد في الدورة العادية الأولى القادمة ، حيث سيناقش المجلسان قانونين اختلفا عليهما وهما : قانون الكسب غير المشروع ، وقانون الضمان الإجتماعي .

ما بالكم أيضا لو كان رئيس الجلسة المشتركة هو رئيس مجلس الأعيان وليس رئيس مجلس النواب ، وهو أمر يفرضه الدستور ، ولكم أن تتصوروا شخصا مثل السيد الروابدة يترأس اجتماعا مشتركا للمجلسين ، وهنا ، لا خلاف على أنه سيحول مجرى النقاش ، وسيغير ويبدل قناعات عدد غير محدود من النواب بسهولة حول مشروع القانون المختلف عليه ، ذلك أن الروابدة بحر من العلم القانوني والتشريعي وهو ما لا يختلف عليه اثنان ، كما يراقب الأعيان الشؤون المالية والضرائب والموازنة وحقوق منح الإمتياز ( التعدين ) وغيره ، ومن حقهم تلقي شكاوى المواطنين ومظالمهم وغير ذلك من قضايا ، ولهم غير ذلك من الصلاحيات الدستورية التي لا يستهان بها .

أحببت في هذه العجالة أن أوضح لقارئي العزيز أن صلاحيات مجلس الأعيان واسعة وكبيرة ، رغم التعديلات الدستورية التي يعتقد كثيرون أنها حدت من صلاحياتهم ومكانتهم الرقابية والتشريعية ، ومن أجل ذلك ، فإن ترقب المواطنين لأسماء النواب فقط ، يعتبر لا مبالاة بأسماء الأعيان ، مع أن مجلس الأمة كالطائر ، لا يمكن أن يحلق بجناح واحد .

د.فطين البداد

 fateen@jbcgroup.tv

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات