ماذا فعل بنا منتخب النشامى ؟

تم نشره الأحد 24 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 12:03 صباحاً
ماذا فعل بنا منتخب النشامى ؟
د.فطين البداد

إذا كان لا بد لي من وقفة في هذا المقال ، فإنها مع " النشامى " الذين كسروا حاجز الإرتباك ، وأثبتوا للعالم أن الاردني قادر على الفعل إن أراد .

كانت الرهانات تترى في الأردن وخارجه ، بعد أن ذاق المنتخب وبال الهزيمة المُرة على الأرض الأردنية ، وتعددت الرهانات : منهم من قال : سنهزم بخمسة أهداف نظيفة ، ومنهم من قال : سبعة ، وبعضهم تشاءم أكثر ، خاصة وأننا سنلعب مع الفريق المصنف خامسا أو سادسا على العالم وبين جمهور مباشر تعدى الـ 75 ألفا ، ناهيك عن ملايين المشاهدين عبر الشاشات والأقمار .

لقد وضعنا أيدينا على قلوبنا ، وكانت الدقائق تمر ثقيلة بطيئة : كنا نتمنى أن يحث الوقت خطاه ويطلق الحكم صافرة النهاية ، ولكن النشامى كانوا " قدها " وصمدوا طوال شوطين وبادروا بالهجوم في أكثر من موقف .

لقد كان فريقا عنيدا رفع ضغط جماهير الأروغواي قبل منتخبها ، واستمر العناد الأردني الصارم ، إلى أن انتهت المباراة بتعادلها السلبي ، وهي نتيجة مقبولة قياسا بالتوقعات والإمكانيات وتاريخ الإنجازات .

بماذا تنبئنا نتيجة المباراة .. ؟

هذا سؤال كبير ، يحاكي كبرياء هذا البلد الذي قشعرت جلودنا لرفرفة رايته بين مدرجات منافسة حول المستطيل الأخضر : ذلك العلم الأردني الخفاق الذي ارتفع بقامته الباسقة ، منذ البداية إلى النهاية ، يعكس تفاؤل الأردنيين وكبرياءهم ، وعزيمتهم التي لا تلين .

تنبئنا المباراة " الرياضية " أننا قادرون على خوض مباريات أخرى أكثر أهمية .

بإمكاننا خوض غمار التنافس – عالميا أيضا – على أكثر من جبهة ، وفي مختلف الحقول :

من قال : إن مديونيتنا لا يمكن ردمها إن أحسنا استثمار عقولنا ، وذلك لا يتأتى إلا إذا انتهجنا خروجا محسوبا من سرداب الشعور بالعجز ، إلى فضاء الفرص والخلق والإبداع والقدرة .

من قال : إن سياحتنا العلاجية التي تدر أكثر من مليار سنويا ليس بالإمكان مضاعفتها لمرات إن تبنينا ترويجا علميا لها يشمل أنحاء الأرض ، ولا يكون مقتصرا على المرضى العرب ؟؟ .

من قال : إن سياحتنا الدينية لا يمكن مضاعفة مواردها ، خاصة وأن البابا نفسه زار مغطس المسيح عليه السلام وأثبته في الأرض الأردنية ، وأنه ليس بإمكاننا استثمار مراقد الصحابة في البلقاء وفي الأغوار ومواقع المعارك التاريخية في اليرموك ومؤتة وغيرهما من أجل جمع حصاد ضائع منذ عقود وغير مكتشف ؟ .

من قال : إن سياحتنا " العادية " تتوقف عند إعلان " البتراء " كإحدى عجائب الدنيا المعاصرة ، وأسأل هنا : ماذا جنينا من هذا الإعلان وهذا التصنيف غير التطبيل و التزمير الذي لا يطعم خبزا ولا يعالج مريضا ولا يدرس طالبا ؟ .

من قال : إن صخرنا الزيتي الذي نحار فيه وحيرنا به الشركات العالمية ليس بوسعه أن يغنينا عن الغاز المصري و" تسول " الطاقة من هنا وهناك ؟ .

من قال : إننا لا نستطيع أن ننشئ مناجم لليورانيوم الذي ينتشر في الفوسفات الأردني ، وعلى الأرض الأردنية في الجنوب والوسط والشرق ، ونصبح وجهة جاذبة لكبريات الشركات العالمية المختصة بهذا النوع من الإستثمار ؟ .

من قال : إن مواردنا المائية التي ستكفينا لمئات السنوات ، ( بعكس ما يروج البعض ) ليس بمقدورها أن تجعل من صحرائنا واحات وجنات وغلالا وثمارا ؟ .

من قال : إن موقعنا الجغرافي الفريد ( الذي استغلته إسرائيل أفضل استغلال في الأغوار ) ليس بإمكانه أن يورد للعالم منتوجات الشتاء في الصيف ، ومنتوجات الصيف في الشتاء ، بدون " تصنيع " أو " تشميع " ؟ .

والأهم من كل ذلك : من هو هذا الذي يزعم : أن إنساننا الأردني ليس بالإمكان إعادة برمجة أولوياته من خلال أسس تعليمية معاصرة ، ومناهج قويمة ، تجعل من خريج الجامعة شخصا مثقفا وليس " أميّا " لا يحسن قراءة صحيفة ، ولا يعرف في أي قارة يقع الأردن ؟ .

كثيرة هي الأسئلة " الوطنية " التي فجرها النشامى ، وما أوردناه قطرة من شتاء ، ولكن الإجابات قليلة للأسف .

فيا أيها الأرنيون : حكومة وشعبا ووطنا :

تعالوا نتعلم من المنتخب !.

د.فطين البداد

 fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات