تتمة وزراء العشائر والعائلات الكرديـــة (2)
* عائلة آل جمعه الأيوبي تنحدر من أعقاب الأسرة الأيوبية التي أنجبت بطل حطـِّين ومحرر القدس من الغزاة الفرنجة صلاح الدين الأيوبي .
* الحاج محمد جمعه الأيوبي جاء إلى الطفيلة موظفا عثمانيا ، واستقرَّ فيها ، وأهدى الأردن رئيس حكومة ، ووزيرين ، وسفيرا .
* والد سعد جمعه سمَّـاه على إسم جدِّه (شيخو) ، وأستاذه سعيد البحرة سمَّـاه سعد تيمنا بالزعيم المصري سعد زغلول .
* سعد جمعه لم يُغيِّره المنصب الرفيع وبقي ثابتا على مبادئه وأفكاره العروبية الإسلامية الوطنية .
* روايات متضاربة عن أصل الأكراد ، بعضها ينسبهم إلى العرب ، وبعضها إلى الفرس ، وبعضها إلى الأتراك ، وبعضها إلى الأرمن ، وبعضها إلى (الجن ..!) .
************
تنـــــويــــه
سأستكمل بمعونة الله عزَّ وجلَّ في هذه الحلقة ، وفي حلقات متتابعة لاحقة الحديث عن وزراء العشائر والعائلات الكردية وعن جذورها حسب تواريخ مشاركتهم في الحكومات الأردنية ، وأهيب بالمعنيين من السادة الوزراء الذين أسأل الله أن يطيل في أعمارهم ويمتعهم بالصحة والعافية ، ومن عائلات الوزراء الذين انتقلوا إلى رحمة الله عزَّ وجلَّ أن يتلطفوا بمتابعة الحلقات وتزويدي بملاحظاتهم وتعقيباتهم وتصويباتهم وإضافاتهم بعد الإنتهاء من نشر جميع الحلقات ، كما أهيب بهم أن يتلطفوا بتزويدي بصور شخصية وعامة للوزراء المعنيين لنشرها مع الدراسة ، راجيا أن يتم تزويدي بها على بريدي الإلكتروني : Ziad_1937@yahoo.com
********
الوزراء الأكراد حسب تاريخ
مشاركتهم في الحكومة
1) رشيد عبد الكريم المدفعي (7 /8/1939 م ـ مرة واحدة)
2) سعد محمد جمعه الأيوبي (23/4/1967م ـ مرَّتان رئيسا للحكومة)
3) يوسف مصطفى ذهني الكردي (26/5/1973 م ـ مرَّة واحدة)
4) صلاح محمد جمعه الأيوبي (8/2/1976م ـ ثلاث مرَّات)
5) وليد مثقال عصفور(28/8/1980 م ـ مرَّتان)
6) سعد الدين محمد جمعه الأيولي (19/3/1997م ـ مرَّة واحدة)
7) أشرف علي سيدو الكوراني الكردي (19/3/1997 م ـ مرَّة واحدة)
8) محمد مثقال عصفور (4/3/1999 م ـ مرَّة واحدة)
9) إسحق مرقة (4/3/1999 م ـ مرَّة واحدة) (حسب رواية تنسب الدكتور إسحق مرقة إلى أصول كردية ، وهناك رواية أخرى تنسبه إلى فرع عشيرة الحمامرة في الخليل ـ آل الحمُّـوري)
10) عمر أشرف علي سيدو الكوراني الكردي (27/11/2005 م ـ مرَّة واحدة )
*******
سعد محمد جمعه الأيوبي
كانت مشاركة الرئيس سعد جمعـه في الحكومة من باب رئاسـة الحكـومة مباشرةً حيث شكـَّـل حكومته الأولى في 23/4/1967م ، ثمَّ شكـَّـل حكومته الثانية في 2/8/1967م ، ولم تطل إقامته في سدَّة الرئاسة في الحكومتين معاً سوى (5) أشهر و (13) يوما .
وينتمي الرئيس سعد جمعه إلى عائلة جمعة الأيوبي التي يذكر الباحث الدكتور محمد علي الصويركي الكردي أنها تنتمي إلى الأسرة الأيوبية التي أسسها بطل الإسلام الخالد صلاح الدين الايوبي في بلاد الشام ومصر واليمن ، وقد سكن الأيوبيُّـون في مدينة ديار بكر في كردستان تركيا منذ أزمان سحيقة ، وفي مطلع القرن العشرين هاجر جدُّ آل جمعه الأيوبي إلى حي الأكراد بدمشق ، وقدم منها أحد أولاده محمد جمعة الأيوبي إلى الأردن حيث عمل كاتبا في دائرة الأراضي والمساحة في أواخر العهد العثماني ثمَّ في عهد الانتداب البريطاني على الاردن ، وخدم في مواقع مختلفة في الاردن متنقلا بين إربد وعمَّان والطفيلة ، وتزوَّج من السيدة صبحية التوتنجي التي أنجبت له خمسة أبناء شغل ثلاثة منهم المنصب الوزاري وهم الرئيس سعد جمعة والمهندس صلاح جمعة والأستاذ سعد الدين جمعة وشغل شقيقهم الأستاذ مدحت جمعه منصب السفير في وزارة الخارجية .
ولد الرئيس سعد جمعه الأيوبي في الطفيلة في 24/3/1915، وتلقى تعليمه الإبتدائي فيها، ثم انتقل إلى عمان ، فحصل على الشهادة المتوسطة ، ثمَّ التحق بمدرسة السلط التي كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في الأردن ، فحصل على الشهادة الثانوية عام 1929 م وكان ترتيبه الأول على زملائه ، وينقل الباحث الدكتور الصويركي عن الأستاذ عبد الرحمن الكردي أن الإسم الحقيقي للرئيس سعد جمعه كان (شيخو) وهو إسم كردي شائع ، ولكن أحد أساتذته في مدرسة السلط وهو الاستاذ سعيد البحره أطلق عليه إسم سعد تيمنا بسعد زغلول السياسي المصري المعروف ، وسجله في سجلات مدرسة السلط الثانوية تحت إسم سعد جمعة الكردي ، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية من مدرسة السلط بدأ حياته العملية كاتبا في وزارة الاشغال العامة في اربد سنة 1929، ثمَّ عمل كاتبا في قسم اللوازم في وزارة المالية في سنة 1945 ، ولكن طموحه دفع به للإلتحاق بالجامعة السورية (جامعة دمشق حاليا) وحصل منها على شهادة الحقوق عام 1947م ، وبعد عودته إلى الاردن عمل في حقل الصحافة وأصدر جريدة الحق عام 1948 م واستقطب للكتابة فيها أقرانه من شبيبة الحركة الوطنية الأردنية التي كانت تعارض الوجود الإنتدابي البريطاني على الأردن وفلسطين ، ولكن السلطات بتحريض من الإنجليز أغلقتها منذ العدد الأول واعتقل ناشرها سعد جمعة لفترة ، ثمَّ عُـيـِّـن مديرًا عاما للمطبوعات ، ثمَّ رئيسًا للشعبة السياسية في وزارة الخارجية ، ثمَّ سكرتيرًا لرئاسة الوزراء ، ثم وكيلاً لوزارة الداخلية ، ثمَّ محافظًا للعاصمة ، وفي عامي 1958 / 1959 عمل وكيلاً لوزارة الخارجية ، ثمَّ سفيرا للأردن في كل من إيران وسورية والولايات المتحدة الأمريكية ، ثمَّ عين وزيرًا للبلاط الملكي عام 1965، بعد ذلك أصبح رئيسًا للوزراء عام 1967، ثم اختير عضوًا في مجلس الأعيان .
على صعيد العمل السياسي فقد كانت بدايات سعد جمعه في العمل السياسي تستند إلى خلفية قومية عروبية دون أن يقوم دليلٌ على انتمائه العضوي إلى أحزاب قومية كحزب البعث العربي الإشتراكي أو حركة القوميين العرب على الرغم من أنه كان أحد كتـَّـاب صحيفتها (النهضة) ، ويشير كتاب (سيرة منفية – أوراق الدكتورمحمد صبحي أبو غنيمة) لمؤلفته الأستاذة هدى صبحي أبو غنيمة إلى وجود علاقة حميمة بين الرئيس سعد جمعة في شبابه وبين الدكتور أبو غنيمة أثناء وجوده في منفاه في دمشق في الأربعينيات ، ويورد الكتاب رسائل متبادلة بينهما تؤكد تعاطف الرئيس سعد جمعة مع طروحات المعارضة الأردنية الوطنية التي كان يتزعمها الدكتور أبو غنيمة ، وكان سعد جمعة يخاطب الدكتور أبو غنيمة في رسائله بعبارة (سيدي الزعيم) ، ويُعزِّز وجود تعاطف مع العمل الحزبي والوطني لدى الرئيس سعد جمعة إصداره لجريدة أسبوعية معارضة في 11 / 9 / 1947م ، أطلق عليها إسم جريدة (الحــق) وذكر أنهـا ستكون لسان حال الشباب الواعي .
وانعطف الرئيس سعد جمعه في سنواته الأخيرة بعد مغادرته رئاسة الحكومة إلى الفكر العروبي الإسلامي الذي تجلى في عدد من مؤلفاته كان من أشهرها كتاب (الله أو الدمار) وكتاب (أبناء الأفاعي) الذي هاجم فيه أولئك الذين يحاولون سلخ الأمة عن دينها الذي وصفه بأنه المعقل الوحيد الذي لم تنجح الصهيونية في اقتحامه ، كما أشار فيه إلى قناعته بأن الأحزاب اليسارية قامت في الأساس لمحاربة الإسلام ، وأن الحركات القومية وجدت في الأساس لمناهضة الإسلام (ص 173) ، وعلى الرغم من اعتناقه للفكر العروبي الإسلامي إلا أنه لا توجد أية إشارة إلى التزامه العضوي بتنظيمات إسلامية ، وحين نقرأ كتابات الرئيس سعد جمعه بعد ابتعاده عن المنصب الرسمي نلمس أن المنصب لم يغيِّر من قناعاته الفكرية والسياسية كما يحصل مع بعض الذين تغيِّرهم المناصب ، ويبدو هذا واضحا في هذه المقتطفات من مقالات مختلفة نشرها في أوقات متفاوتة وجمعها في كتابه القيم (أبناء الأفاعي).
في مقالة له بعنوان (يا عارنا) يقارن الرئيس سعد جمعه بين عرب اليوم وبين عرب الأمس فيقول : كان العربي من أسلافنا إذا ثـُـلم شرفه وجُـرحت مروؤته يجفو طعامه ، وينبو عن وسادته ، ويقسم أن لا يريح أو يستريح حتى يغسل ما لحق بشرفه ومروؤته من هوان ، وأصبحنا اليوم نفرحُ ونمرحُ وجراحاتنا تسيل قيحا وصديدا ، ونلعبُ ونسرحُ ومقدساتنا تئن تحت أقدام الأعداء ، نصيح ونصخب ونملأ الدنيا ضجيجا ، ثمَّ ينقشع الغبار عن سراب يحسبه الظمآن ماءا ً ، وإذا بنا في مطارحنا لم نبرحها ، عقولنا مُـتبلــِّـدة ٌ ، وسيوفنا مُـثلمة ٌ ، وصفوفنا مُهشـَّـمة ، ومجتمعاتنا مزابل وخرابات ، عقولنا وقلوبنا ليست مشدودة إلى الثأر والجهاد ، بل إلى الجاه والسلطان والمجد الرخيص ، حتى غدت قصة الحلول السلمية الإستسلامية تسليتنا الجوفاء ، ولعبتنا الحمقاء .
ويتحدث الرئيس سعد جمعه في إحدى مقالاته عن مؤتمرات القمة العربية فيقول : هذا هو مؤتمرهم العشرون بعد كارثة الكوارث ونكبة النكبات ، تدعو إليه جامعتهم التي كادت تصبح جامعة النقار والسعار، والشتات والدمار، وسبعة عشر من الأصفار (عدد الدول العربية الأعضاء في الجامعة آنذاك) ، يلتئمون وينفكـُّـون ، ويجتمعون وينفرطون ، ويصدرون كل مرة عن زؤاط وصرير ، وزئير وهدير ، ولمز وتنابز بالألقاب ، ثمَّ يعودون إلينا يتنافخون بالتيه والكبر ، وتسأل ماذا كان من أمر مؤتمرهم ..؟ فيأتيك الجواب خزيان حائرا ، لا شيء ..لا شيء .. لا شيء ، هل تجد بربِّـك في الدنيا كلها أمة تملك ما نملك من طاقات مهدورة وقدرات مبعثرة تجتمع وتنفضُّ عشرين مرة دون أن تتجرأ مرَّة واحدة فتلج قضيتنا الأصلية الحقيقية ..؟ نتحدَّاهم أن يَـصْـدُقونا مرة واحدة وليأخذوا أرواحنا ، نتحدَّاهم أن يلتزموا مرة واحدة إلتزاما قوميا ودينيا وأخلاقيا بقضايا أمتنا الجريحة وليأخذوا أرواحنا ، ولكننا نعرف أنهم لا يستطيعون ، ووالله الذي لا ربَّ سواه لو بذلت (إسرائيل.؟؟) ..؟ ومن وراء (إسرائيل ..؟) كل ما يملكون ما استطاعوا أن يفعلوا بنا ما فعلناه نحن بأنفسنا.
ويجهل الكثيرون أن الرئيس سعد جمعه كان شاعرا مبدعا ، وكان ينشر قصائده ، ومعظمها قصائد وطنية في جريدتي النسر والجزيرة
وللرئيس سعد جمعه العديد من الكتب المطبوعة منها : كتاب (المؤامرة ومعركة المصير) ، وكتاب (الله أوالدمار) ، وكتاب (مجتمع الكراهية) ، وكتاب (أبناء الأفاعي) .
من هم الأكراد وإلى أي
الأصول أو الأعراق ينتمون .. ؟
في بحث مطوَّل للباحث عدنان علي خضر الكردي حول أصول الأكراد ينقل عن الشيخ العلامة حمد بن إبراهيم بن عبدالله الحقيل في كتابه (كنـز الأنساب ومجمع الأراب) الطبعة الثانية عشرة لعام 1993 نقلا عن كتاب ( القصد والأمم في أنساب العرب والعجم) نقلا عن كتاب (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) لأبي الفوز محمد أمين السويدي نقلا عن كتاب (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبدالله القلقشندي المصري الشافعي الشهير بابن أبي غدة المتوفى سنة 821 هـ / 1418م ص 64 أن جدَّ الأكراد هو (كرد بن عمرو مزيقياء ابن عامر ماء السماء بن حارثة الغظريف بن امروء القيس بن ثعلبة إلخ ...) ، وقيل إن لقب المزيقياء جاء لأنه كان يلبس كل يوم حلتين منسوجتين بالذهب فإذا ما أمسى مزقهما ويأنف أن يلبسهما أحد غيره .
ويذكر ابن خلكان (608 – 681هـ) ، وهو كردي ، أن قسما كبيرا من الأكراد عربٌ ، وبالأخصِّ أكراد الشام ولم يجزم أن كل الأكراد عرب .
أما المسعودي (686 هـ / 746 هـ) في كتابه (مروج الذهب ـ ج 2 ـ ص 132) فيذكر أن أجناس الأكراد وأنواعهم أمر تنازع الناس في بدئهم .
ولعل أول من تطرَّق للفرضية القائلة بأن الأكراد ينحدرون من أصول عربية والتي راجت في القرون الوسطى هو سحيم بن حفص أبو اليقظان في القرن الثامن ميلادي وهو صاحب العديد من المؤلفات المفقودة والتي لم يتم العثور عليها وأشار إليها المؤلفون العرب الآخرون من بعده وقالوا إنه ذكر في كتابه (كتاب النسب الكبير) بأن الجدَّ الأكبر للأكراد هو كرد بن عمر بن عامر بن صعصعه .
ويقول المفكر العربي أبي هشام الكلبي (ابن الكلبي) (القرن 8 - 9 م) في كتابه الذي يحمل نفس العنوان (كتاب النسب الكبير) المختص بدراسة أصول القبائل العربية إن الجدَّ الأكبر للأكراد هو كرد بن عمر بن عامر ماء السماء أو عمر بن مزيقياء ، وكلا الإسمين ماء السماء وعمر بن مزيقياء للشخص نفسه .
أما المؤرِّخ إبن دريد (القرن التاسع الميلادي) فيذكر أن الأكراد عرب وأن جدَّهم الأكبر هو كرد بن مرد بن عمر بن عامر، وهنا نجد أن الاسم (مرد) قد ورد لأول مرة في تسلسل النسب ، أما ابن الجواني والأرقطي فقد اعتبروا الأكراد من قبيلة قيس العربية وأوصلوهم إلى عدنان الذي يعتبر الجدُّ الأكبر للعرب المستعربة ، ويذكر الزبيدي في كتابه (تاج العروسه) أن الأكراد أحفاد كرد بن مرد بن عمرو بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، ويذكر ابن رسول أنهم أحفاد صعصعه واثق بن منبه ، ويذكر المقريزي في كتابه (السلوك) أنهم من بني حميد بن طارق الراجع إلى حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب .
وقد شاعت فرضية الانتماء العربي للأكراد وانتشرت في جميع أرجاء دولة الخلافة وذكرها عدد من مشاهير المؤرِّخين والمؤلفين العرب مثل الإصطخري وابن حوقل والإدريسي وابن يوسف عبد البر وابن بركات النسقي وابن خلكان وابن المنظور وابن الوردي وأبو الفداء وابن خلدون والحنبلي والدمشقي والفيروز أبادي وابن بطوطة وكثيرون غيرهم ، ومن هنا جاء بيت الشعر لأحد الشعراء المجهولين :
لعمرك ما كردٌ من أبناء فارس ولكنه كردُ بن عمر بن عامر
وقد تناقل بعض المؤرخين العرب هذا البيت من الشعر لتعزيز الرواية التي تردُّ الأكراد إلى أصول عربية .
أما المسعودي الذي كان على احتكاك مباشر مع الأكراد فقد ذكر في كتابه (مروج الذهب) أنه توجد أراء مختلفة ومعتقدات متضاربة ومتناقضة جدا فيما يتعلق بتحديد أصل نشأة الأكراد ، وذكر القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى) ومحمد بن السويدي في كتابه (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) أن الأكراد هم من بني إيران ابن آشور بن سام بن نوح ، أي أنهم من العرق السامي ، ويذكر ابن خلدون وابن سعد أن آشور ابن سام كان له أربعة أولاد أحدهم يدعى إيران ومنه تحدر الفرس والكرد والخزر، ولكن رواية أخرى تقول إن الأكراد ينحدرون من سلالة كنعان الابن الرابع لنبي الله نوح عليه الصلاة والسلام ، ويذكر الزبيدي في كتابه (تاج العروس) أن الأكراد ينسبون إلى سلالة كوش ، وكوش هو كنعان نفسه ، ويذكر النويري في كتابه (نهاية الأرب) أن الأكراد ينحدرون من سلالة يافت وأنهم أحفاد كرد بن مرد بن يافت بن نوح ، ويورد المسعودي في كتابه (البيــِّـنة) رواية غريبة تقول إن الأكراد ينحدرون في أصلهم من (الجن) أحفاد سليمان بن داود (عليه الصلاة والسلام) ، كما يورد رواية أشد غرابة تزعم أن الأكراد من نسل بلقيس التي تزعم بعض الروايات أنها إبنة جـِـنـِّـيـَّـة ، ويورد الزبيدي في كتابه (تاج العروس) رواية قريبة تقول إن أصل الكرد من الجن وإن كل كردي على وجه الأرض يكون ربعه جنيا ، ويورد المسعودي رواية تقول إن الفرس يزعمون بأن الأكراد من أصل فارسي وإنهم من ولد كرد بن اسفندياز بن منوشهر .
وينقل الباحث عدنان علي خضر الكردي في دراسته عن الأستاذ علي سيدو الكوراني الكردي في كتابه من (عمان إلى العمادية) الطبعة الثانية – ص (212) أن عصمت باشا رئيس وزراء الدولة التركية الأسبق يزعم أن الكرد ينحدرون من الطوارنيين (أتراك) ، ويستدل على ذلك بما ورد في دائرة المعارف البريطانية (انسيكلوبيديا بريتانيكا) طبعة سنة 1911م حيث تقول : (إن الأبحاث الحديثة ترجع الأكراد إلى فجر التاريخ وقت ان كان يطلق عليهم (كوتر – جوتر) وهي لفظة تفيد المحارب ، والكوتر قبائل طورانية قوية وضعتهم الكتابات المسمارية الأولى في مصاف أمم آسيا الغربية كالأكاديين والبابليين والآشوريين والحيثين ، وما لبث الأكراد أن اندمجوا في الأمة الآرية (تأربنو) بعد أن كثرت الهجرات الآرية إلى آسيا الغربية في ذلك العهد) ، وقد رجـَّـح اللورد كرزون آرية الأكراد ، وهناك أبحاث حديثة تتوافق على ان الأكراد آريون خلص من صميم أمم (هندو – أوربي) .
وينقل العالم الروسي باسيل نيكتين في كتابه (الأكراد) وهو عضو في جمعية علم الأنساب في باريس وعضو المؤسَّـسة العالمية لعلم السلالات البشرية رواية أوردها مينورسكي في سياق محاضرة ألقاها في المؤتمر الدولي للمستشرقين الذي عقد في بروكسل سنة 1938 ، وتشير هذه الرواية إلى أن الأكراد ينحدرون من البختاينين الذين ذكر المؤرخ الإغريقي هيرودويت في كتابه (التاريخ) أنهم كانوا يشكـِّـلون مع الأرمن السبط الثالث عشر من إمبراطورية الفرس ، ويستند مينورسكي في نظريته إلى أن لغة الأكراد رغم تعدد لهجاتها هي إيرانية الأصل ولكنها تأثرت باللغة الميدية وهي لغة ميديا الصغرى والتي تضم مقاطعتي أذربيجان وأدروباتين .
ورجـَّـحت دراسات قام بها العالم فون لوشان ان الأكراد ينحدرون من شعوب أوروبا الشمالية ، ويورد العلامة مار نظريتين مختلفتين عن أصل الأكراد ، الأولى تقول إن أصلهم إيراني وإنهم رحلوا في الجيل السابع قبل الميلاد من جنوب بحيرة (أورمياه) نحو بوهتان ، بينما ترى النظرية الثانية أن الأكراد شعب أصيل لا ينحدر من أصل إيراني إنما هم أنسباء للخلديين والجورجيين والأرمن وقد استبدلوا لغتهم الأصلية باللغة الإيرانية .
وينقل الباحث عدنان علي خضر الكردي عن العلامة الكردي محمد أمين زكي قوله في كتابه (تاريخ الكرد وكردستان) الجزء الأول ص 46 إن البعض من الأكراد ينحدر من أصول سامية ، والبعض الآخر من أصول أرمنية، ويشير على سبيل المثال إلى أن أصل عشيرة (ماميكان) الكردية ينحدر من عشيرة (ماميكونيان) الأرمنية .
ويذكرالباحث عدنان علي خضر الكردي في دراسته أن بدء نشأة الشعب الكردي كانت على الأرجح على ضفاف أنهر يوهتان والخابور والزاب الأكبر ثم انتشر بعد ذلك في هضبة أرمينيا وفي كردستان التركي وجبال إيران الغربية .
ويعيش الأكراد اليوم على أرض شاسعة تبدأ قرب بغداد عند ضاحية (مندلي) وتمتد شمالا على طول الحدود العراقية وإيران ثم على حدود إيران وتركيا حتى جبل أرارات وهي تشمل منطقة القوقاز أي مقاطعتي أرمينيا وأذربيجان ، ويعيش قسم كبير من الأكراد في سهل الجزيرة خصوصا على الضفة الشرقية من الفرات ويعيش قسم كبير آخر في الشتات وفي منطقة قيليقيا وقرب قوينا حتى ساحل البحر الأبيض غربا .
ويقول الشيخ محمود أفندي الألوسي في تفسيره الشهير إن المراد من القوم الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة الفتح (48 – آية 15) الكريمة (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد) هم قوم الكرد المعروفين بالجلادة والشدة .
(في الحلقة القادمة بإذن الله : الوزيران صلاح وسعد الدين جمعه الأيوبي وجذور عائلة الأيوبي الكردية) .
************
شروح الصور
صورة رقم 1 :
الرئيس سعد جمعه الأيوبي في صورة بمعية الملك الراحل الحسين بن طلال خلال إحتفال ديني أمام المسجد الحسيني ، ويظهر في الصورة الرئيس وصفي التل والوزيران المهندس أحمد فوزي والشيخ عبد الله غوشة ومدير المخابرات العامة محمد رسول زيد الكيلاني .
صورة رقم 2 :
الرئيس سعد جمعه بمعية الملكة الوالدة الملكة زين الشرف والأمير الحسن بن طلال ، ويظهر في الصورة الرئيس وصفي التل والرئيس الشريف عبد الحميد شرف .
صورة رقم 3 :
الرئيس سعد جمعه في صورة مع الملك الراحل الحسين بن طلال والأمير الحسن بن طلال والرئيس وصفي التل .
صورة رقم 4 :
الرئيس سعد جمعه في صورة يظهر فيها الرئيسان سمير الرفاعي ووصفي التل والوزير سليمان طوقان وضيف الأردن شهرواردي رئيس وزراء باكستان .
صورة رقم 5 :
الرئيسان سعد جمعه ووصفي التل ومدير المخابرات العامة محمد رسول زيد الكيلاني .
صورة رقم 6 :
صورة تجمع الملك الراحل الحسين بن طلال بالرئيس سعد جمعه ، ويظهر في الصورة الشريف ناصر بن جميل .