عن العيد الوطني للإمارات العربية المتحدة
تحتفل الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من كل عام بعيدها الوطني البهيج ، الذي يتميز عن غيره من احفالات وطنية بأنه يجيء دافئا مجمَعا عليه من قبل كل سكان الدولة وإماراتها السبع .
إذا ولجتَ هذا البلد العربي المؤمن بعروبته ، والعصري بعقليته وإنجازه ، والمحافظ على تراث أجداده ، تطالعك ، أول ما تطالعك ، الحياة التي تتنفس في كل الإمارات ، في أي وقت وأي حين ، بعكس بلدان تنام في السادسة ، ومنها بلدان أوروبية موغلة في القدم ، إذ إنه وبرغم أن استقلال الإمارات جاء في العام 1971 من القرن الماضي ، وهي ولادة تعتبر قصيرة إن قيست بغيرها ، إلا أن الإماراتيين سابقوا الزمن ، فسبقوه ، ولاحقوا التميز فلحقوا به وأصبح خلفهم بأشواط ، وتمكنوا مع القيادة الحكيمة الرشيدة التي لم تنفصل يوما عن شعبها ، من تخطي كافة التحديات ، واجتياز كافة الموانع ، والتصدي لكافة العواصف ، وخاصة تلك الإقتصادية العاتية التي ضربت العالم في العام 2008 ولم تبق ولم تذر في كثير من البلدان ، غير أن الإمارات صمدت ، بجبروت عز نظيره ، وتجلدت بقلب لا يكسر ، وفي غضون شهور معدودات تمكنت من كسر كل الحواجز ، وكل التداعيات ، وها هي اليوم ، كما كانت دائما - إمارات مشرقة بأهلها وقيادتها وضيوفها وإعجازها الذي فاق كل إعجاز صاغه بشر .
لا يجدر بي أن أعدد هنا إنجازات القيادة الإماراتية السابقة ، والحالية ، وإنجازات كل إمارة على حدة ، أو إنجازات شعب آمن بوطنه فأعطاه كل ما لديه وبادله حبا بحب ، وود بود ، لكون تلك الإنجازات لا تحيط بها مقالة تهنئة نابعة من قلب كاتبها ، ولكن لكونها إنجازات أعظم من أن تنقل مجتمعة ، أو منفردة بواسطة أحد من الناس : فلقد فاقت الوصف ، وتعدت المحال والخيال في كل مناحي الحياة .
الإمارات العربية المتحدة ، بلد الأمن والأمان والعلم والإجتهاد والفرص والخلق والحب والعظمة : عليك وعلى شعبك وقيادتك السلام ورحمة الله وبركاته ، وكل عام وأنت في أعلى درجات السؤدد والرفعة ، ومبروك هذا العيد العظيم لكل عربي ومسلم ، ولكل إنسان ينشد الحياة بحقيقتها وحلمها الذي لا ينتهي .
د . فطين البداد