بهجت سليمان .. شبيح الأسد في عمان !
للمرة العاشرة ، يتطاول بهجت سليمان سفير نظام الأسد في عمان على الأردن ومؤسساته ونوابه ، فليس بعيدا تطاوله على رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في مجلس النواب بسام المناصير ، ومن ثم التهديد بصواريخ " اسكندر " الروسية ، بعد أن نشر الأردن صواريخ باتريوت في الشمال ، وبعدها تعرضه لوزير الخارجية ناصر جودة شخصيا ، واستخفافه بالتحذير الذي وجه إليه ، وتلا ذلك كتاباته وتعليقاته الصبيانية عبر صفحته على فيس بوك بما يجعلك تعتقد جازما أنه ممثلُ عصابة وليس ممثلَ نظام ، وأخيرا ، وليس أخيرا ، تهجمه قبل أيام على النائب عبد الله عبيدات بألفاظ وعبارات سوقية تعكس تربيته ، وتتحدى الدولة الأردنية ، والشعب الأردني ، متجاوزة كل الحدود ، ومتخطية كافة الأعراف الدبلوماسية المتفق عليها دوليا .
فإذا كان هذا الشبيح يعتقد أن أعضاء مجلس النواب الأردني هم أعضاء في مجلس الشعب السوري ، فهذا أمر لا يتحمل مسؤوليته هذا الشخص أو نظامه الغبي ، بل الحكومة الأردنية ووزير خارجيتها الذي قلنا آنفا إنه تعرض هو الآخر لهجوم سابق .
فبعد أن انتقد النائب عبيدات نظام الأسد ، كنائب أردني يتحدث تحت القبة ، وبحرية كفلها الدستور ، تصدى المذكور الذي ينضح من إنائه ، بذات الألفاظ التي تربى عليها وتشربها من مخابراته الجوية في دمشق ، وأسياده في طهران ، معتقدا أن عبيدات عضو في مجلس شعب يعينه نظام الأسد ( أو نحرق البلد ) .
لم يكن الأمر ليحدث هذه الجلبة ، لو تم الرد على عبيدات من تحت سقف مجلس الشعب الذي عينه الأسد ، أو عبر وكالة أنباء النظام ، أما أن يشتمنا هذا الصفيق من عمان ، فهذا ما لا يمكن قبوله أبدا .
هي ذات المدرسة الصفوية ، وذات الأخلاق : فبينما كان وزير خارجية إيران يجتمع الأسبوع الماضي في عمان مع الملك ورئيس الحكومة ، أطلق قائد قوات البسيج الإيرانية محمد رضا نقدي تصريحا اعتبر فيه الأردن " المحطة الثالثة " التي ستكون " وكرا " لهذه القوات ، بعد لبنان وغزة ، الأمر الذي أغضب الأردن واستنكره مسؤولوه .
إلى هذا الحد وصلت عنجهية هؤلاء الذين ما راعوا أن وزير خارجيتهم موجود في الأردن ، وهكذا يديرون معاركهم الداخلية ، أو ما يحاولون الإيحاء به عن وجود هذه المعارك بين حمائمهم وصقورهم : بين المتشددين المتخلفين الذين يصدرون صكوك دخول الجنة ومفاتيحها لمقاتليهم في الشام ، وأولئك الذين خرجوا متظاهرين ضد التخلف والولي الفقيه الناطق باسم المهدي المنتظر .
وإذا كانت كرامة الشعب الأردني ، ممثلة بنوابه ، لا تتطلب قرارا فوريا بطرد هذا المعتوه وفورا ، فإن على الحكومة في الأردن السلام ، غير أني لا أظن النسور يسكت عن الإهانة .
وإذا كانت العلاقات التجارية وبيع الخضار وتبادل الفواكه أهم من هيبة الدولة الأردنية ، فإن على الدولة السلام إلا إن رحمنا الله برحمته .
إن كرامة الأردنيين من كرامة نوابهم ، وإن سفيرا بهذه الصفاقة ليس مكانه بلاد تتنفس كبرياء ولا تنحني إلا لله ، ولكن المذكور ، ومن هم على ديدنه من غلاة المذهب ، أخذتهم العزة عندما اعتقدوا - قريبا - أنهم انتصروا في معركة تحرير سوريا ، كما اعتقدوا من قبل أنهم انتصروا في محاولات إذلال أهل السنة في العراق ، ولكن مسعاهم الخائب تكشفه سوءاتهم الميدانية والعملية التي تبدت للقاصي والداني ، وها هي ثلثا سوريا خارج سيطرتهم ، ونصف مدن العراق بدون كهرباء لأسباب أمنية .
على رئيس الحكومة طرد المذكور ، فملايين الأردنيين ينتظرون هذا القرار ، ليعلم شبيح الأسد في عمان ، وسيده القابع في البارجة الروسية أن " الحيط الأردني مش واطي " وإن تجرع السم النقيع أهون على الأردني من أن يُداس طرفه .
اطردوا هذا الشبيح قليل الأدب من عمان ، وفورا !.
د . فطين البداد