الخطة الإقتصادية العشرية التي طلبها الملك

تم نشره الأحد 06 نيسان / أبريل 2014 12:03 صباحاً
الخطة الإقتصادية العشرية التي طلبها الملك
د . فطين البداد

ليس صحيحا أن الخطة الإقتصادية العشرية التي طلبها الملك عبد الله الثاني من الحكومة قبل أيام عبر رسالة ملكية لرئيس الوزراء الدكتور النسور ، ستشبه أي برنامج سابق ، وخاصة برنامج التحول الإقتصادي أو غيره ، إن أحسنت الحكومة قراءة النص وما بعده .

فإذا كانت حكومة السيد علي أبو الراغب تبنت خطة البرنامج المذكور ، وأنفقت عليه مئات الملايين دون أن يشعر المواطنون بأية تغييرات في معيشتهم ، فإن ما طلبه الملك مبني على أسس ومحاور ، لو أحسنت الحكومة تحديدها لبلغ الأمر مداه ، ولحقق الشعب رجاه .

وإذا كان عدم الإستقرار المالي هو أهم ما يقلق جلالته ، فضمن الإستقرار أول بند في رسالته ، فإن الأمر بحاجة إلى وقفة فعلا مع أسباب عدم الإستقرار ، ولماذا استمر ويستمر كل عام وكل حين ، ونظرة سريعة لبقية البنود تنبئك بالأسباب والتفاصيل .

إن البنود الأخرى في الرسالة الملكية تقرأ المشهد تماما ، وتدلي بدلوها في تحديد ماهية هذا البرنامج العشري الذي بني في رسالة االملك في بنده الثاني على النمو ، ووقف العجز السنوي في الموازنة ، وخلق بيئة حقيقية جاذبة للإستثمارات لتشغيل الأردنيين ، وهذه القضية " بيئة جاذبة للإستثمارات " هي التحدي الحقيقي الذي تواجهه أي حكومة بما فيها حكومة الدكتور عبد الله النسور .

وإذا أردنا أن نركز على جانب من الرسالة الملكية فإننا نقف هنا ولا نغادر ، لأن همّ الإستثمار هم عميق الجرح ، غائر في الذات ، ولا يحس به سوى الإقتصاديين والمواطنين ، أما بعض الحكومات فلا تعبأ لا بتشريعات استثمارية ، ولا بقوانين قراقوشية تجعل المستثمر يفر بنفسه وماله ، قبل ان يغرق في وحل البيروقراطية والتضييق واللامبالاة على قاعدة : " وأنا مالي " .

قلت ذات مقال : إن المشكلة ليست في " كل " القوانين الإستثمارية ، بل في تطبيق هذه القوانين ، وتطويرها ، واختيار الموظفين المحترفين المؤمنين بأن البلد أمانة في أعناقهم ، لأن الحفاظ على الإستثمار وجلب رؤوس الأموال هو حجز الزاوية في انتعاش البلد مع مكملات لا بد منها تحدثت عنها الرسالة .

قد تقرأ قوانين إستثمارية أردنية فتستغرب فعلا : لماذا لا نتقدم إلى الأمام ، ولماذا نقف مكتوفي الأيدي حيال التباطؤ في التنفيذ ، فالمستثمر ، أي مستثمر ، لا تعنيه أرقام النمو ، بقدر ما تعنيه جدية صارمة في تنفيذ القوانين التي طالعها فجذبته إلى البلد ، وهي وحدها القادرة على إنقاذ الإقتصاد ، لماذا ؟ .

لأننا بلد بدون موارد ، وبدون تغطية عربية حاضرة كما كان يحدث قبل نهاية الثمانينيات ، وبدون الإستثمار فإن العجز سيستمر وستتلاشى الطبقة الوسطى إلى غير رجعة ، وحينها سيكون هناك غولان في الأردن : الإحتكاريون المتوحشون ، والفقراء المدقعون ، ولا ثالث بينهما حتى ولا الشيطان .

د . فطين البداد 

 fateen@jbcgroup.tv

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات