حقائق عن تفوق البنات على الشباب وتراجع الأردن في العلوم والرياضيات
لم أفاجأ بتقرير الرابطة الدولية لتقييم التحصيل النربوي ومقرها أمستردام – هولندا ( Trends In International Mathematics and Science Study ) ويشرف عليها في الأردن المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية ، والتي تهدف إلى تحسين أداء الطلبة بمادتي الرياضيات والعلوم .
التقرير بات معروفا للجميع ، وتم نقاش بعض فواصله ، إلا أنني أرغب في الحديث عن جوانب مبهمة تحوي أسئلة لا بد من الإجابة عليها خاصة وأن التقرير الذي يصدر كل أربع سنوات يحين موعد صدوره بعد عام ، وآن لنا أن نتدارك .
فلقد تراجع الأردن في هاتين المادتين العلميتين ليس أمام دول متقدمة ، بل أمام دول عربية كان الأردن يسبقها بمراحل ، ولكن الأمر انقلب الآن .
يقول التقرير : أنه وفي السنوات 2003 – 2007 ، تقدم الأردن في مادة العلوم على الدول العربية المشاركة ، وفي نفس السنوات تقدم الأردن بمادة الرياضيات ، حيث كان أداؤه متقدما بعدة نقاط أيضا .
غير أنه وفي العام 2011 ، وفي التقرير الأخير ، سجل الأردن تراجعا كبيرا عن عام 2007 ، سواء في المدارس الخاصة أم مدارس وكالة الغوث أم المدارس الحكومية .
ولأنني لست بصدد تشخيص الحالة ، لأن هذا أمر بحاجة إلى جلسات مراجعة وعصف فكري وحوارات تطول لا يتسنى لهذه المقالة الإحاطة بها ، فإني أحب أن أنبه المتخصصين والمعنيين بالشأن التربوي أن هناك حقائق حواها التقرير لا بد من دراستها والإستفادة منها :
فقد سجل التقرير تراجع أداء الذكور عن الإناث في مادة العلوم ، حيث بلغ أداء الذكور 428 نقطة ، بينما حصلت الإناث على 471 نقطة ، أي بفارق 43 نقطة .
وكذلك الأمر تراجع أداء الذكور عن الإناث في الرياضيات ، وبلغ 392 ، بينما حصلت الإناث على 420 نقطة ، بفارق 28 لصالح الإناث .
واللافت أيضا ، هو تراجع طلبة الريف عن طلبة المدن في مادة العلوم ، إذ بلغ أداء طلبة الريف 422 نقطة ، بينما حصل طلبة المدن على 457 بفارق 35 نقطة .
وكذلك الأمر بالنسبة لطلبة الريف في مادة الرياضيات ، إذ حصلوا على 378 نقطة ، في حين كان أداء طلبة المدن هو 414 نقطة ، بفارق 36 نقطة .
ولا أريد أن أنتقد تفسير وزارة التربية في الأردن التي عزت السبب للإضرابات التي كان يقوم بها المعلمون ، وغير ذلك من ذرائع واهية ، إلا أنني أشدد على أن وراء الأكمة ما وراءها ، وأعتقد جازما أن أداء العملية التربوية لا ينفصل عن أداء الحقول الأخرى ، وخاصة الإقتصادية منها ، فمشاغل الحياة ومتاعبها وعدم الإستقرار النفسي والذهني بسبب تداعياتها ضمن الأسباب أيضا ، وعليه قس .
أرفع القبعة للإناث بسبب تقدمهن ، وأدعو الذكور إلى اللحاق بهن ، كما أدعو من خلال هذه العجالة إلى ورشات عمل تربوية للخروج بتصور واضح للأسباب ، ولنتذكر : أن الأردن كان يحتل المرتبة الأولى من بين جميع الدول العربية المشاركة ، فما الذي قلب النتيجة يا ترى ؟؟ .
د . فطين البداد